المحبة والوحدة الوطنيّة

سأل يومًا أحدُ علماء الشريعة يسوع: "يا معلّم، أيُّ وصيّة في الشريعة هي الكبرى؟" فأجابه: "أحببِ الربَّ إلهكَ بكلِّ قلبكَ وكلِّ نفسكَ وكلِّ ذهنكَ. هذه هي الوصيّة الكبرى والأولى. والثانية تُشبهها: أحبِبْ قريبكَ مثلَ نفسكَ. بهاتين الوصيَّتَين تتعلَّق الشريعة كلُّها والأنبياء" (متى 35:22-40). والقريب، في نظر يسوع، هو كل ُّإنسان ولا سيّما من هو بحاجةٍ إليك. ويرى القدّيس يوحنّا في رسالته الأولى أنّ محبّةَ القريب ومحبّةَ الله متلازمتان. فيقول: "إن قال أحدٌ إنّي أُحبُّ الله وهو يُبغض أخاه (أي كلَّ إنسان)، فهو كاذب. فمَنْ لا يحبَّ أخاه وهو يراه، لا يستطيع أن يُحبَّ الله وهو لا يراه" (1 يوحنا 20:4). في هذا المعنى أيضًا من يؤمن بالله ولا يحبُّ قريبه فهو كاذب. هذا ما يوضحه القدّيس يعقوب في رسالته الجامعة فيقول "إنّ الإيمانَ إنْ خَلا من الأعمال، ميْتٌ في ذاته" (يعقوب 17:2). ويؤكّد بولس الرسول: "لو كان لي الإيمان كلُّه حتى لأنقلُ الجبال، ولم تكن فيَّ المحبة، فلستُ بشيء". ثمّ يفصّل أعمالَ المحبّة: "المحبّة تتأنّى وترفق، المحبّة لا تحسد، المحبّة لا...