السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

عدالة الذكرى

المصدر: "النهار"
رشيد درباس
رشيد درباس
Bookmark
جان عبيد.
جان عبيد.
A+ A-
أول ما يحضر في ذهني في هذه اللحظة، هو همّي الدائم أن تعود مدينتي بيروت أمَّاً للشرائع كما هو لقبها، وننجح كلبنانيين في إقامة دولة القانون.نواف سلام، رئيس محكمة العدل الدوليةفي الذكرى الثالثة لغياب جان عبيد، لا يزال المكان شاغراً...وبعد، تَرَقَّبَتْ أنظار العالم ما سيخرج عن "قصر السلام" في مدينة لاهاي من تدابير تمهيدية في الدعوى التي قدمتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية. استغرق الأمر شهرًا وبعضَه ليخرج على التوالي خَبَران: قرارٌ واضح الدلالة بليغ السبك عميقُ غورِ القانون، يشكل قرينة تنبىء بما سيكون عليه القرار النهائي الآتي بعد استكمال التحقيق والمداولة والتدقيق، والخبر الثاني إعلان بُشرى انتخاب الدكتور نواف سلام رئيسًا لمحكمة العدل الدولية، متبوِّئًا بذلك المكانةَ التي تليق به كرمز للعدالة في العالم، بعيدًا من سوق المقايضة السياسية اللبنانية.ولكن قد يسأل سائل: ما الجدوى من القرارات القضائية الدولية، ومعظمها لا يُنَفَّذ، بل تستخفُّ به دول كثيرة؟ فأجيب: إن ما يصدر عن العدالة الدولية له قيمة إجرائية وعملية لا تقلّ عن أهميته التاريخية المعنوية، فالدول التي تصدر بحقها الأحكام، توصم في المحافل السياسية والمالية وفي مجال التجارة الدولية، بأنها لا تحترم القوانين ولا المعاهدات، وهذا ينطوي على أضرار جسيمة إنْ لم تكن في الحاضر، ففي المستقبل والضمائر. قبل هذا انتظر اللبنانيون سنوات كثيرة صدور قرار الإدانة في جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري عن المحكمة الخاصة التي كان مقرها "لاهاي" أيضًا، المدينة التي اكتسبت مهابتها وصدقيتها كمقر دائم للعدالة الدولية، التي هي كلٌّ لا يتجزأ، ومن آثارها أن الناسَ غدًا في ذكرى الاستشهاد، سيحتفلون بالصلاة لروح رفيق الحريري، وقد علموا بتفاصيل المؤامرة وخطط الاغتيال والأشخاص المنفّذين، وهذا بحد ذاته تأكيد على أن الجريمة لا تفيد، وأن الحركات السياسية...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم