تحدّيان للسعودية: الصراع الإقليمي وأمن البحر الأحمر

صار "اليمن الحوثي" إذا جاز التعبير على هذا النحو أو ربما سيصير قريباً "دولةً" وإن غير مكتملة تحسب لها القوى الإقليمية والمهمة والأقل أهمية والعربية والإسلامية وغير العربية والإسلامية ألف حساب. فهو قبل عملية "طوفان الأقصى" ثم حرب إسرائيل على غزة عموماً وحركة "حماس" خصوصاً شكّل مصدر قلق لجيرانه بل لأشقائه – الأعداء في آن واحد أي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة اللتين أخفقتا رغم نجاحات جزئية ومحدودة جداً في القضاء عليه وفي استئصال النفوذ الذي أسّسته فيه ومن خلاله في الخليج العربي ومياهه وممراته البحرية البالغة الأهمية للتجارة العالمية الجمهورية الإسلامية الإيرانية. لكنه الآن وبعد الحرب المذكورة وإقدامه أي اليمن الحوثي على الاشتراك فيها دعماً لـ"حماس" ولشعب فلسطين في مواجهتهما حرب إسرائيل عليهما في غزة واستطراداً في الضفة الغربية، وذلك بإطلاق منتظم لصواريخ بعيدة المدى من أرضه على إسرائيل في أجواء منطقة بالغة الحساسية إذ تعبر البحر الأحمر والممرات المائية والأجواء السعودية والمصرية ثم تصل الى جنوب إسرائيل لكنه بعد ذلك كله أصبح مصدر قلق جدّي ليس للأخيرة أو ليس لها فقط بل أيضاً لدول الخليج العربية ولحركة النقل الاقتصادية المتنوّعة وفي مقدمها نقل النفط والغاز للعالم كله. وإن كان "اليمن الحوثي" يفعل ذلك كله وهو لم يحقّق بعد في الحرب التي فُرضت عليه عام 2015...