الخميس - 02 أيار 2024

إعلان

غداً تبدأ المهلة الدستورية: موعدٌ فاصل أم موعدٌ قاتل؟

المصدر: "النهار"
داود الصايغ
داود الصايغ
Bookmark
أهراء مرفأ بيروت.
أهراء مرفأ بيروت.
A+ A-
لم تسقط الاهراءات عبثاً. إنها كانت إشارةً في الزمان، لعلّها توقظ الذين لم تهزّهم جريمة الرابع من آب. إنها كانت أنين الحسرات ممّن هم تحت التراب وفوقه. ولكن الجالسين على كراسيهم كان شأنهم شأن سلاطين الممالك المتهالكة الذين اكتفوا بنعيم الجلوس، وتركوا الأمور لأهل الحاشية والمقربين. كان لبنان في العتمة، بما يتجاوز انقطاع التيار الكهربائي، وهدر المليارات التي لم يُحاسب أحد عليها، ولن يُحاسب. كيف أُهدرت وفي جيوب مَن استقرّت، لأن ذلك كان ولا يزال هو عنوان الأزمات الخانقة كلّها. عتمة القلوب والنفوس الجائعة إلى السلطة والمال حتى لو تهدد لبنان بوجوده. بَيد أن الذي حصل في السنوات الماضية، في السنوات الستّ تحديداً، أن لبنان استقرّ على صفقة. على صفقةٍ معلَنة جعلت المسؤولين الإيرانيين، في ظروف المواجهات الفلسطينية - الإسرائيلية الأخيرة في قطاع غزة، يُعلنون أن الردّ سيأتي من جنوب لبنان. وكان ذلك تكراراً لتصريحاتٍ سابقة لهؤلاء المسؤولين في شأن قرار الردّ انطلاقاً من لبنان. فبأيّ حقٍ وبأي شُرعةٍ مدّت إيران يدها إلى لبنان، لبنان المقيم على قمم الدهر والمسافات العربية الرحبة، لبنان المُنفتح والمسالم والذي لم يصدر عنه أيّ إيذاءٍ لأحدٍ في تاريخه، فتداول العديدون استباحته والعبث بمساحات العطاء فيه، فضلاً عن العداء الإسرائيلي المستحكم منذ البدء، كون لبنان كان ولا يزال نقيض الكيان العنصري الإسرائيلي.إذ يكفي التساؤل كيف تحوّل التحقيق في جريمة المرفأ إلى مطالبة البعض المُعلنة بضرورة تغيير قاضي التحقيق، وبذهاب أحد المسؤولين الحزبيين إلى قصر العدل بالذات للمطالبة "بقبعه" وفق ذلك التعبير المبتذل في أيام الابتذال كلّها.الخلاص. نعم الخلاص كيف يأتي وعلى أيدي مَن سيأتي. هو السؤال المرير والمغلّف أبداً بقوة الحياة والتمرّد على اليأس، بقوة دفعٍ لعلّها آتية من أعماق الأرض والتراب، بما يتجاوز كلّ أنواع العبث والعابثين.الخلاص كيف، وعلى أيدي مَن؟ يتساءل المخلصون في مناسبة انتخاب رئيسٍ جديد. الجواب واضحٌ وسهل القراءة. على أيدي أشخاصٍ رفعوا كراسيهم إلى حيث يجب أن تكون، ولم تكن...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم