الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

أسطورة "أرض الميعاد"

المصدر: "النهار"
المطران كيرلس بسترس
المطران كيرلس بسترس
Bookmark
الدمار الهائل في غزّة جراء القصف الإسرائيلي (أ ف ب).
الدمار الهائل في غزّة جراء القصف الإسرائيلي (أ ف ب).
A+ A-
إنّ مجيءَ إبراهيم مع عشيرته إلى أرض كنعان حوالى العام 1800 قبل المسيح يعتبره مُدوِّنو العهد القديم تحقيقًا لأمرٍ من الله، كما نقرأ في سِفر التكوين: "وقال الله لأبرام: انطلقْ من أرضكَ وعشيرتكَ وبيت أبيكَ إلى الأرض التي أُريكَ. وأنا أجعلكَ أُمَّةً كبيرةً وأُبارككَ وأُعظِّم اسمكَ وتكون بركة. وأُبارك مباركيكَ وألعن لاعنيكَ ويتبارك بك جميعُ عشائر الأرض" (تكوين 1:12-3). إنّ هذا الكلامَ الذي نسبه مُدوِّنو العهد القديم إلى الله هو تفسيرٌ دينيٌّ لحدثٍ تاريخيٍّ يدخل في إطار تنقُّلات العشائر القديمة التي كانت ترحل من بلدٍ إلى آخر سعيًا وراء أرضٍ يجدون فيها ما يؤمِّن لهم العيشَ ولمواشيهم الكلأ والماء. من هنا نشأتْ أسطورة "أرض الميعاد"، التي تثبّتتْ شيئًا فشيئًا على مدى الأجيال بأنّ الله هو الذي وعد اليهودَ بأن يُعطيهم فلسطين التي كان يسكنها الكنعانيّون، كما نقرأ في سفر التكوين: "والكنعانيّون حينئذٍ في الأرض. فتراءى الربّ لأبرام وقال: لنسلكَ أُعطي هذه الأرض" (تكوين 6:12-7). ثم يعود سفر التكوين ويوسِّع حدودَ هذه الأرض: "في ذلك اليوم قطع الربُّ مع أبرام ميثاقًا قائلاً: لنسلكَ أُعطي هذه الأرض، من نهر مصر إلى النهر الكبير، نهر الفرات" (تكوين 18:15). لا يجوز أن نقرأ نصوصَ الكتاب المقدّس قراءةً حرفيّةً. فلا يُعقَل أن يكونَ الله الرحيم قد وعد إبراهيم بأن يعطيَ نسلَه الأرضَ التي تمتدّ "من نهر مصر، أي من النيل، إلى النهر الكبير، نهر الفرات"، على أن يطردوا منها سكّانَها الأصليّين. إنّ إقامةَ اليهود في فلسطين هي حدثٌ تاريخيّ. فقد أتوا مع إبراهيم...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم