أكتب هذا المقال، وأنا في مكانٍ ما تحت هذه الشمس، في عشيّات هذا الشهر الخريفيّ الذي أتحرّق شوقًا إلى انتهاء أيّامه الجحيميّة بعد ستّة أعوامٍ متواصلة من الكوابيس والفجائع والخسارات والمرارات، هي خلاصة "تفاهمٍ مشؤوم" و"عهدٍ" رئاسيٍّ مضفورٍ باللعنات، لن أغفر لأحدٍ من الذين ساهموا قصدًا أو عفوًا في توقيع الأوّل، وفي تأمين إيصال الثاني إلى سدّة الحكم. إنّي فقط أشعر بالمهانة، أيّها الناس. بل أشعر بالتقزّز المفضي إلى ما يشبه الموت. حتّى ليمكنني اختصار ما أنا فيه من خزيٍ وعار بالقول إنّ أكثر ما أستحي به على مدى عمري هو كون هذا "التفاهم"، وهذا "العهد"، ورجالهما، بل أيضًا جملة العصابات والمافيات التي تستولي على لبنان، وتحكمه، وتنهب خيراته، وتتناوب على انتهاك حرماته وكراماته، وتدمّر دستوره وقانونه ومؤسّساته، يقاسمونني الجنسيّة اللبنانيّة. لا فجيعة أفظع من كون لبنان في...

ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول