السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

ما هي السلطة التي حلّت محلّ الدستور؟

المصدر: "النهار"
داود الصايغ
داود الصايغ
Bookmark
أرشيفية (نبيل إسماعيل).
أرشيفية (نبيل إسماعيل).
A+ A-
الطبقة السياسية تعبيرٌ غامض. يزيد في غموضه ملحق "المنظومة". في بلاد الناس التي نحاول عبثاً الاقتداء بها هنالك أحزاب سياسية ذات برامج تتداول السلطة، لأن تداول السلطة مع فصل السلطات هو أساس الديموقراطية السياسية. وفي لبنان شخصياتٌ لها أحزاب تابعة لها تتصارع على السلطة.إزاء الأنظمة الديموقراطية المتقدمة التي لا يهتم بعض زعماء لبنان سوى بمدنها السياحية وشواطئها للراحة من عناء الصراعات الشخصية، عندنا وجوهٌ لا تتغيّر وهي ذاتها منذ عقود. وعندما التقاهم الرئيس الفرنسي مرتين أطلق عليهم اسم "الطبقة".كان إيمانويل ماكرون البادئ بالتوصيف اللبناني للمسؤولين السياسيين، الذي أصبح مرادفاً لكل من يتحدث عن لبنان في العالم ولم يعد أحدٌ يرانا إلا من خلاله، من خلال الطبقة السياسية. والإعلام كله، داخلياً وخارجياً، لم يبخل بالشتائم على من هم أهل الطبقة. إلى درجة أن أحد أركانها من الطارئين الذي تسلّق على جدران السلطة بات في أحاديثه يدين تلك المنظومة، دون أن يستحي والحياء لم يكن يوماً من صفاته. لم يجد الرئيس الفرنسي بعد خروجه من لقاءين عقدهما مع القيادات اللبنانية في قصر الصنوبر بعد فاجعة انفجار بيروت في ٤ آب ٢٠٢٠ سوى ذلك التعبير: الطبقة السياسية. لقد أدانها بقسوة في مؤتمره الصحافي الذي خصصه للبنان في ٢٧ أيلول من العام نفسه: أنا أخجل بالطبقة السياسية اللبنانية.حدث ذلك قبل أن يعيد الناخبون اللبنانيون انتخاب زعمائهم أنفسهم في ربيع ٢٠٢٢، فاستسلم الرئيس الفرنسي وابتعد منصرفاً إلى هموم فرنسا وانتخاباتها التي أعادته هو إلى الرئاسة الأولى. إلى أن أُعيد بعض الحياة إلى لقاء باريس في السادس من مطلع هذا الشهر عبر لجنة عربية - دولية تُشرف على الوضع اللبناني، كمجموعة أطباء ينحنون على سرير المريض ويشجعونه على النهوض أقله قائلين له: لا نستطيع أن نسير بدلاً منك. لسنا هنا في تفسيرٍ لغوي لمعنى الطبقة، والقاموس يفيد من بين ما يفيد عنها القول إن الطبقة تأتي من أطبق، كمثل القول "أطبق على رقبته أي خنقه"، وهذا هو ربما أصدق تفسيرٍ عن الطبقة اللبنانية. وفي كيفية التعامل بين أركانها وفي مسؤوليتها عن الانهيار الذي حصل، مقابل ذلك العامل الآخر المتمثل بوجود ما صار يُعرف بالدويلة المسلحة بالصواريخ والتي بات لها القرار الحاسم في مختلف الأمور، وانسداد الباب الرئاسي أحد دلالاتها. لا بد من القول إن من يُطلق...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم