الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الفرق بين "مراكز الأبحاث" والمنجّمين والمُلهَمين والفلكيين!

المصدر: "النهار"
سركيس نعوم
سركيس نعوم
Bookmark
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
في العالم الثالث المتخلّف ولبنان صار عضواً أصيلاً فيه ويحتل أواخر مراتبه، ينتظر الناس ليلة رأس كل سنة لسماع المنجّمين وعالِمي الفلك يكشفون لهم من على الشاشات التلفزيونية مستقبل بلدانهم وأوضاعهم السياسية والإقتصادية وحتى النقدية في أيام العسر، فضلاً عن الأمنيات وكوارث الطبيعة وغيرها. وقد بلغ اللبنانيون من هؤلاء حداً كبيراً من "الكفاءة" بحيث صاروا "يحطّون بحصة" كما يُقال لأمثالهم العالميين، إذ وسّعوا أفق "تنبّؤاتهم" أو "إلهاماتهم" بحيث صارت تشمل العالَميْن العربي والإسلامي والإتحاد الأوروبي والغرب الأميركي والشرقين الروسي والصيني بالتطورات المرتقبة عندهم وعلى كل الصعد. وكي يُثبتوا أنهم لا يخترعون صاروا قبل أي جلسة تنبّؤ سنوية أو بالأحرى توقّع في آخر يوم من كل سنة مولّية يقدّمون لمنتظريهم ومشاهديهم على الشاشات جردةً بالذي تحقّق من توقّعاتهم. لكنهم امتنعوا دائماً عن إعطاء جردة بما لم يتحقّق منها، علماً أنهم يغطّون أنفسهم بالإستدراك: أن التوقّعات يتأخر حصولها أحياناً سنة واثنتين أو ربما أكثر، وبذلك ينسى الناس ما سمعوه وترقّبوه ويمتنعون عن المحاسبة ويستمرون في انتظار سادة التوقّعات، ولا سيما الذين صار لكل منهم شاشة تلفزيونية تتولّى حصراً نشرها وإعادة التذكير بها كلما بدا أن شيئاً منها تحقّق مهما كان سخيفاً. لماذا تناول هذا الموضوع اليوم؟ ليس القصد من ذلك "الهجوم" على المنجّمين والفلكيين...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم