ما الذي أقلق "حزب الله" فرفع صوته ضدّ "التدخّلات الخارجيّة"؟

لم يكن أمراً خالياً من الأبعاد، أن يطلق "حزب الله" قبل أيام حملة انتقاد واسعة ضد ما اعتبره "تدخّلات خارجية" في الشأن الداخلي اللبناني والاستحقاقات السياسية فيه.هذا المصطلح ليس جديداً على الأذهان والأسماع فهو مادة من المواد الجاهزة وغب الطلب للاستخدام في أي خطاب سياسي يطلقه الناطقون بلسان القوى والمكونات اللبنانية كلما استشعر أحدهم أن نذر رياح تدخلات بعض الخارج تسير خلاف ما تشتهيه سفن رغباته وتوجهاته. ولكن اللافت هذه المرة أن "حزب الله" قد كثّف أكثر من المعتاد استخدام خطبائه للهجمة على "التدخلات الخارجية". وفي إحصاء أولي أن رموز الحزب وفي مقدمهم رئيس كتلة نوابه محمد رعد، خلال أقل من أسبوع واحد، أوردوا 13 مرة هذا الانتقاد. فبدا الأمر كأنه "حملة وقائية" أعدّت على نحو متعمد بغية مواجهة استباقية لأمر تخشى دوائر القرار في الحزب أن يطبق فجأة كأمر واقع على المشهد السياسي يصير من الصعوبة بمكان تلافيه لاحقاً.عنصر المفارقة أن الحزب سارع الى إطلاق هذه الحملة من منابر عاشوراء، وقد شارك في بعض محطاتها الأخيرة نواب من حركة "أمل" عشية انعقاد لقاء خماسية الدول في الدوحة وبيانها الصادر للمرة الاولى منذ أن ظهرت إطاراً معنياً مباشرة بالشأن اللبناني واستحقاقه الأكثر إلحاحاً وهو السباق الرئاسي، وغداة عودة الموفد الفرنسي الخاص جان-إيف لودريان الى بيروت مرة ثانية حيث تفترض كل المعلومات والتحليلات أن يحمل معه التوجهات...