إثم الفيديراليّة على جبين المركزيّين

من الواضح أن الدعوات إلى استبدال النظام المركزي في لبنان بنظام فيديرالي قد تصاعدت في الآونة الأخيرة على نحو سريع. وبعدما كان أنصار الفيديرالية يتفادون الجهر بدعوتهم، خشية اتّهامهم بالسعي إلى التقسيم، أصبحوا الآن يرفعون شعاراتهم علناً ودون خشية من أحد. هذا التحوّل الملحوظ في مسار الفيديراليين، وتزايد شعبيّتهم، لا فضل لهم فيه، بل هو عائد إلى موبقات وخطايا "الحزب المركزي" وإمعان المتشدّدين من رموزه في التعسّف في ممارسة السلطة وتهديم البلد وتهشيم النظام. تقدمت الدعوة الفيديرالية عندما سقط النظام المركزي على يد أصحابه وحماته المفترضين. وأهمّ أسباب سقوطه تحويل الدولة إلى دويلة والدويلة إلى دولة، وسوء تطبيق دستور الطائف، وزعزعة النظام القضائي، وانهيار الأخلاق والقيم في الحياة السياسية، وسقوط مفهوم الدولة الوطنية لصالح المحاصصة وتوزيع المنافع والمناصب بين النافذين. أبرز تجسيد لسقوط النظام المركزي هو فشل الإدارة الاقتصادية والمالية للنظام، وتبديد ثروات البلاد ومدّخرات اللبنانيين...