الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

في أن الحلَّ في العقل

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
أرشيفية (نبيل إسماعيل).
أرشيفية (نبيل إسماعيل).
A+ A-
عن أنس بن مالك، ان رجلاً جاء الى رسول الله يسأله في أمر ناقته: هل أتركها وأتوكل؟ فأجابه "بل اعقلها وتوكل"، أي اربطها. أي لا تتركها الى شرودها ثم تتوكل على الله. العقل أولاً. والعقل ثانياً. والعقل دائماً. يغني اللجوء الى العقل عن شرود خطر، أو شطط مقلق. فعندما تصل الجماعات، كما هو حالنا اليوم، الى تفكك الروابط ورفض الأواصر، يصبح فرضاً عليها الاحتكام الى العقل، سبيلاً اخيراً في فضّ الخلافات وحلّ النزاعات ودرء مخاطر الإستقواء والاستضعاف. لأن كلاهما قهر لا يُغفر ولا يُنسى. وهما في اي حال خروج على قانون المشاركة وأعراف المبادلة بالتي هي أحسن. ينطبق علينا الى حد بعيد الوصف الذي استعاره الرئيس نجيب ميقاتي قبل اشهر، وهو أننا في "عصفورية". والأرجح اننا في بابل. فالعقول سليمة لكن النوايا، العياذ بالله. ولذا لكل لغته ولكل لسانه والنتيجة برج هائج وخطاب رديء، والمزيد مما لا يفيد أحداً ويسيء الى الجميع.في مثل هذه الفوضى الأدبية العارمة، العقل وحده يرجّح كفة النقاش. أما المضي في خطأ السفه الذي انزلق إليه السياسيون بلا أي وعي، أو حساب أو اعتبار، فهو سباق نحو الهاوية. والهاوية تلاحقنا منذ زمن. ويتسابق في الدعوة اليها الرعناء المستكبرون وقصار النظر.لا يمكن ان نكون بلداً...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم