الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

زوارق الهرب من جهنّم

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
عناصر من الجيش اللبناني خلال عمليات البحث عن ناجين قبالة سواحل طرابلس (24 نيسان 2022 - أ ف ب).
عناصر من الجيش اللبناني خلال عمليات البحث عن ناجين قبالة سواحل طرابلس (24 نيسان 2022 - أ ف ب).
A+ A-
الخطأ، عزيزي بروتوس، ليس في حظوظنا بل فينا.شكسبيرالوقوف على الحافة، رعب حتى في النوم. وفي ملء يقظتنا نجد العالم برمّته واقفاً بنا على الحافة الأخيرة: فرنسا كادت تسلّم الإليزيه الى مارين لوبن، ومعه الجمهورية الخامسة، وروسيا تكاد تلجأ إلى السلاح النووي انتقاماً لكرامة فلاديمير بوتين أمام كوميدي غير مضحك، والمواسم الانتخابية لا تكفّ عن إنتاج أهل الخمول الفكري. بعدما شاهد هذا السيرك الباهت قال صاحب "عامل" الدكتور إبراهيم مهنا "كنا نعتقد أن المشكلة في الحاليين، فإذا بها في البدائل"، سيرك عَ مد النظر.المخاوف في الزمن الحالي، متشابهة. بوتين يرفع شعار الديموقراطية وصناديقها لكي يبقى حتى عام 2036. والديموقراطية في أقرب صيغها الى الصدق، تضع فرنسا – والعالم – على حافة حرب أهلية، ولبنان الغارق في ديموقراطية "الصوت التفضيلي" يذهب الى الاقتراع في جنازتين: الأولى جنازة الحرّية، والثانية جنازة الاحرار. والبلد نفسه "مروبص" على الحافة الأخيرة في سباق الحفافي والهاوية.بين نهائيات لبنان نحو دفن النظام، ونهائيات روسيا نحو دفن النظام العالمي، ونهائيات أوروبا نحو دفن الليبرالية العالمية، تبدو عودة النازية وشيكة جداً. لكنها هذه المرة لن تخرج من برلين وميونيخ، بل من البلد الذي أعطى الإنسانية، لينينغراد وستالينغراد. في حملتها الإعلامية الحالية تكرّر موسكو استخدام عبارتين: النازية والقومية، فيما هي تعبّر عنهما في أسوأ غلوّ، منذ أن سلمت ألمانيا نفسها الى أدولف هتلر.أفظع ما يخيف في مشهد التردّي العالمي هو غياب وتغييب الوسيط. الدول التي كانت تتبرّع...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم