مراجعة لكتاب إليزابيت إكونومي: العالم منظوراً إليه من الصين
01-06-2023 | 00:20
المصدر: "النهار"
قرأت على "كيندل" كتاب الباحثة الأميركية إليزابيت إكونومي:"العالم منظوراً إليه من الصين"(*). يقدّم كتاب إكونومي الصادر عام2022 المتغيرات في الحضور والمشاريع الصينية في العالم بشكل مفصّل ومرتبط بالوضع الداخلي، خصوصا منذ بداية العقد الثاني من هذا القرن وبشكل مركّز منذ تولي الرئيس شي جي بينغ. وهي إذْ تحاول أن تعرض صورة موضوعية بل حتى إيجابية عن المنجزات الصينية،تحاول أيضا أن تقدم سجلا تحليليا ومعلوماتيا شاسعا في الداخل والخارج عن المعضلات العميقة في العالم التي تواجه النفوذ الصيني. حتى ليحار القارئ هل الكتاب جزء من بروباغندا أميركية أم هو شهادة على الحجم الاستثنائي للتقدم العلمي الصيني كما للتقدم الاقتصادي والجيوسياسي.في الحالتين هو بحث عالي المستوى والمصادر في الاقتصاد السياسي.سأختار من فصول الكتاب السبعة وصفحاته ال 293 عددا من المقتطفات الحرفية التي تحاول فيها الكاتبة أن تعرض وتفهم آليات نجاح التقدم الصيني وانتشاره في العالم كما بعض المقتطفات لفهم "مبادرة الحزام والطريق" .1-"تقدّم خطة الألف موهبة (Thousand Talents Plan)، من خلال تجنيد علماء للعمل في الصين أو معها، مجموعة مدهشة من التحفيزات. وفي معظم الأحيان، ستعمد الحكومة الصينية، بالشراكة مع إحدى الجامعات، إلى تزويد العلماء من الدرجة الأولى بمختبراتهم الخاصة ذات التمويل الجيّد، وتسدد لهم نفقات المعيشة ورواتب سخيّة جداً. وترحّب الخطة أيضاً بالعلماء الصينيين الذين هم مواطنون في دول أجنبية ومقيمون في بلدان الاغتراب على حد سواء من دون اشتراط تخلّيهم عن جنسيتهم. وبلغ عدد العلماء المشاركين في الخطة أكثرمن 1000 عالِم بحلول عام 2019. وفي هذا الصدد، أشار الأستاذ المعاون في مادة الفيزياء في جامعة نيويورك في شنغهاي، تيم بايرنز،إلى أنه حين يتجاوز الأشخاص مستوى معيّناً من التحصيل العلمي، يتقدّمون بطلبات إلى جميع البلدان في العالم: "يعبر الأشخاص الحدود طوال الوقت، وفي نهاية المطاف يتجمعون حيث هناك القدر الأكبر من المال".ولكن على الرغم من تقييم بايرنز، لم ينتقل سوى 390 عالماً ومهندساً غير صيني إلى الصين للمشاركة في الخطة.تتألف الغالبية الساحقة من مواطنين صينيين أو أشخاص كانوا مواطنين صينيين وأصبحوا مواطني بلدان أخرى. وحتى في هذه الحالة، قديكون من الصعب جذب العلماء المرغوبين جداً وإغواؤهم بالعودة إلى الصين. فبين عامَي 2014 و2018 مثلاً، مكث 90 في المئة من الطلاب الصينيين في الولايات المتحدة بعد نيلهم شهادة دكتوراه في الذكاء الاصطناعي من جامعاتها"2- "الصين هي أكبر مستهلك لشبه الموصّلات في العالم،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول