الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

نداء إلى الدياسبورا اللبنانية الجديدة

المصدر: النهار
جهاد الزين
جهاد الزين
Bookmark
ليل بيروت مع التقنين (تصوير نبيل اسماعيل).
ليل بيروت مع التقنين (تصوير نبيل اسماعيل).
A+ A-
أتصوّر تجربةً سياسية لبنانية للدياسبورا بعنصريها النخبوي والانتشاري ناجحة ولكن بتكوين مختلف عن، بل معاكس لتجربة الوكالة اليهودية في المشروع الصهيوني الذي ولّد دولة إسرائيل ولا زالت الدياسبورا اليهودية أحد عناصر حماية ودعم الكيان العبري. أقول عكس الوكالة اليهودية ليس لأنها يهودية وإسرائيلية وأخشى تلطيخ سمعة الدياسبورا اللبنانية بسببها. فالدياسبورا الفلسطينية التي هي ضحية مطلقة وكاملة ومباشرة لولادة إسرائيل قاتلت وتقاتل إسرائيلَ بأساليب المشروع الصهيوني بل تقمّصت من حيث الفعالية والشرعية المعكوسة عملَ الوكالة اليهودية وهذه من أبرز وأعمق معادلات التاريخ السياسي الذي هو تاريخ إنساني مهما توحّش..... المعادلة العميقة: "والضدُّ يصبح مثله الضدُّ" كما يمكن لي أن أحوِّر بيت الشِّعر العربي الشهير. وأختم هذا الاستطراد لأقول أن الدياسبورا الفلسطينية كاملة الحق التاريخي والوطني والحياتي في التقمص الصراعي للدياسبورا اليهودية وهي تقاتل وتقاوم إسرائيل في مسار سعيها للحصول على حقوقها المشروعة ضمن التسوية الخلاقة التي وصلت ووصل إليها المجتمع الدولي والعرب في اقتسام فلسطين (والقدس طبعاً) على قاعدة 20 مقابل 80 في المائة التي لا يزال يرفضها ويتجاوزها ويكسرها اليمين الإسرائيلي رغم أن إسرائيل تنال ال 80 بالمائة. التجربة الدياسبورية اللبنانية من المفترَض أن تقوم على عكس فكرة "الوكالة". فهي لا حاجة لها كالصهاينة للاستيطان القسري ولا كالفلسطينيين لحقِّ العودة، وإنما هي كاملة الحضور والحقوق في العلاقة مع الداخل بل باتت اليوم، أي هذه الدياسبورا اللبنانية تشكل ليس فقط الأكثرية العددية كما يحلو للفكر الاغترابي التقليدي اللبناني، وخصوصاً في شقه المسيحي السياسي، أن يبشِّر ويذكّر في جدله مع الشقوق المسلمة، بل هي، وهذا هو الجديد، تشكل الأكثرية النخبوية المتنوعة التي باتت موجودة في الخارج وخصوصا الغربي. الوكالة اليهودية كانت بلا وطن. فجعلت الفلسطينيين بلا وطن. الدياسبورا اللبنانية لديها وطن وعلى صلة مكرّسة ومعترفة وفعالة فيه اجتماعيا وقانونيا ولكن ليس سياسيا. الوكالة اليهودية كانت تحمل مشروع كيان، الدياسبورا اللبنانية من المفترض أن تحمل مشروع حكم. الدياسبورا الفلسطينية المستبعَدة إلى الخارج والمستَعْبَدَة داخل إسرائيل حملت مشروع وطن ودولة وحكم. تحمل الدياسبورا اللبنانية الجديدة، أي الدياسبورا الناشئة من أزمات لبنان...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم