فرح الميلاد

عندما يولَد طفلٌ تفرح الأسرة كلّها، وعندما وُلِد يسوع المسيح مخلِّص العالَم فرح العالَم كلُّه، كما قال الملاك للرعاة: "ها أنا أُبشِّركم بفرحٍ عظيمٍ يكون للشعب كلّه: اليوم، في مدينة داود، وُلِد لكم مخلِّصٌ، وهو المسيح الربّ" (متى 10:2). لكنّ فرحَ الأسرة لا يدوم إلاّ من خلال تضحياتٍ كثيرةٍ يتوجَّب على الوالدَيْن بذلُها على مدى الحياة. والتضحية تقتضي أن يتخلّى الوالدان عن مصلحتهما الخاصّة وعن أنانيّتهما، بحيث تختلف طريقة حياتهما بعد ميلاد طفلهما عن حياتهما قبل ميلاده. ففي كلّ عملٍ يؤدّيانه وفي كلّ حركةٍ يقومان بها، عليهما أن يحسبا حساب طفلٍ أنجباه بملء حرّيَّتهما وهما مسؤولان عنه. وفرحهما يدوم وينمو بقدر ما يُضحِّيان من أجله ويعيشان معه حياةَ أسرةٍ واحدةٍ تتميَّز بالحبّ الصادق الذي يجعل كلّ فردٍ من أفراد الأسرة لا ينظر إلى ما هو لنفسه بل إلى ما هو لغيره.على النحو عينه لا يدوم الفرح بميلاد المخلِّص إن لم يقبله الناس. يقول القديس يوحنّا في مقدِّمة إنجيله: "جاء إلى بيته الخاصّ، وأهلُ بيته الخاصّ لم يقبلوه. أمّا الذين قبلوه، أولئك الذين يؤمنون باسمه، فقد آتاهم أن يصيروا أبناء...