"أطلبوا أوّلاً ملكوتَ الله وبِرَّه" (متى 33:6)

 الدين هو علاقةٌ مع الله. وهذه العلاقة هي علاقة إيمان ومحبّة: الإنسان المُتديِّن هو الذي يؤمن بالله ويحبّه فوق كلّ شيء، وهو مستعدٌّ لأن يضحّيَ بحياته شهادةً لهذا الإيمان. من هنا تعتبر الكنيسة شهداء الذين فضّلوا أن يموتوا على أن يُنكِروا إيمانهم بالله أو بيسوع المسيح. والمحبّة لا تكون محبّة إلاّ إذا شملت كلّ قوى الإنسان: "أحبب الربّ إلهكَ بكلّ قلبكَ وكلّ نفسكَ وكلّ ذهنكَ" (متى 37:22). لذلك لا يمكن أن يحبّ الإنسان الله ويُشركَ في محبّة الله محبّة أصنام. وهذا ما تؤكّده الوصيّة الأولى من وصايا الله: "أنا هو الربّ إلهك. لا يكن لكنْ لكَ إلهٌ غيري". ثمّ إن المحبّة لا تكون محبّة حقيقيّة إلاّ إذا كانت مجّانيّة. من يحبّ شخصًا لمصلحةٍ ما، لا يحبّه حقًّا. هكذا أحبّنا الله عندما خلقنا لا لسبب إلاّ ليُشرِكنا بحياته.  لذلك أوصانا السيّد المسيح، عندما نصلّي، ألاّ نطلب الأمور الماديّة من طعام أو شراب أو لباس - فهذه الأمور يطلبها الوثنيّون -، بل أن نطلب أوّلاً ملكوت الله وبِرَّه (متى 33:6). ملكوتُ الله يعني...