السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

المستقبل الذي حضر دون استئذان (11): "الطاقة البديلة" السياسية

المصدر: "النهار"
جهاد الزين
جهاد الزين
Bookmark
جسر خاجو الشهير في مدينة إصفهان الإيرانية (أ ف ب).
جسر خاجو الشهير في مدينة إصفهان الإيرانية (أ ف ب).
A+ A-
أُشَبِّه الوجودَ الإيراني في الشرق الأوسط حاليًا بناطحة سحاب ذات أساس مهترئ. البلدان حيث تمارس إيران تأثيرًا – سوريا ولبنان والعراق واليمن – هي دول فاشلة ترزح تحت وطأة النزاعات والفساد والمعاناة الاقتصادية بدرجات مختلفة. ليست للوجود الإيراني في المنطقة قيمة إنقاذية تُذكَر للمجتمعات حيث تمارس إيران نفوذها. وفي ما يُشبه إلى حد كبير ما حدث في العقود الأخيرة للاتحاد السوفياتي، أكثرالمعجبين بـ"محور المقاومة" الإيراني هم أولئك الذين لا يعيشون في ظلّه.كريم سادجادبور (باحث أميركي من أصل إيراني في مؤسسة كارنيغي)يفتح بعض الحكام باب المستقبل ولكن الرياح التي تهب منه قد تطيح بهم. في تاريخنا الدولي المعاصر ميخائيل غورباتشيف هو المثال الأهم على ذلك. فتح غورباتشيف باب المستقبل ولكن تبيّن أنه باب النهاية قبل أن تحاول روسيا في نهاية التسعينات مع فلاديمير بوتين لملمة بقاياالأمبراطورية وإعادة تماسكها عبر تصلب مركزي سياسي وجيوبوليتيكي لكنه لا يزال قاصرا اقتصاديا سوى في جعل البنية الريعية للاقتصاد النفطي والغازي تخدم المصالح الجيوسياسية.أما في العالم العربي فإن نظام حسني مبارك هو المثال. حاول مبارك إقامة ديموقراطية حرية تعبير محدودة وليس ديموقراطية تناوب على السلطة ولكنه ذهب بعيدا في تخيّل قدرته على تطويع "الدولة العميقة" لصالح عملية توريث عائلية فعاقبه الجيش، المؤسسة الضخمة والمحترمة ، وأي عقاب! صحيح أن الجيش المصري يدير الدولة والاقتصاد إلا أنه ليس مؤسسة توريث عائلية في أعلى السلطة. كان الفساد والترهل قد نخرا هياكل نظام مبارك رغم محاولاته تجديد البنى التحتية الخدماتية. ولكن ثلاثين عاما كانت فترة طويلة ضاعف من ترهلها فقدان النخبة السياسية العليا أي حس صلة مع الواقع الذي نشأت فيه أجيال جديدة لاسيما في الطبقات الوسطى المدينية. سيقول حسني مبارك لباراك أوباما في ذروة اعتصامات ميدان التحرير وحسب ما نقله أوباما في مذكراته: "أنا أعرف شعبي. سيهدأ سريعا". وتبيّن أنه لم يعد يعرف الأجيال الجديدة من الشباب الجامعي ومن الضباط الذين كانوا ينتظرون فرصتهم لإفشال مشروع توريث ابنه، وللخلاص من عدو داخلي يرونه، تهديدا للسلم الأهلي المصري ولشخصية مصر، وهو كذلك، أي "الإخوان المسلمون" الذين أظهرت سنةٌ قلقةٌ من حكمهم مدى قصورهم وعجزهم وظلاميتهم، فانقضّ عليهم عام 2013 "تحالف" عملي شبابي ليبرالي من مئات الألوف مع المؤسسةالعسكرية ليتحول عبر جناحه العسكري إلى حكم طامح لمشاريع تحديث كبرى في الاقتصاد والخدمات.في مصر، في تونس، في...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم