الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

مصيرُ الانتخاباتِ أو مصيرُ لبنان؟

المصدر: "النهار"
سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
جدارية "الأمل" على العازل الحديدي الموقّت الذي يسوّر مداخل فندق "لو غراي" في وسط بيروت (نبيل إسماعيل).
جدارية "الأمل" على العازل الحديدي الموقّت الذي يسوّر مداخل فندق "لو غراي" في وسط بيروت (نبيل إسماعيل).
A+ A-
الحياةُ السياسيّةُ في لبنان مُكَلَّسةٌ. سكونُ قبورٍ من دونِ خشوعِ السَرْوِ. كلُّ خبرٍ يَزيدُ القرفَ والإحباط، وكلُّ موقفٍ يَفرِزُ مشاكلَ جديدةً لا حلولًا. كلّما تَكلّم مسؤولٌ جاوز خِطابُه الخِيانة. وكلمّا صَرّحَ بعضُ السياسيّين عانَقت الشتيمةُ البَذاءةَ وحَضَنَ الانتقامُ الكراهيَة. الحكمةُ هَجَرت العقولَ والمحبّةُ القلوبَ، فوقَفَ الضميرُ حائرًا حيالَ مصيرِ الضمائر. حين يكــثُـــرُ السياسيّون تَقِلُّ السياسةُ ويَندُرُ رجالُ الدولة. وأساسًا نَفتقِدُ الدولةَ والرجال. في لبنان يوجدُ سياسيّون لكن لا تُوجد سياسة. ما نَظنُّه سياسةً هو مُتحوِّرٌ أفْرزَهُ الصَّدأُ السياسيُّ. هذا المتحَوِّرُ يُصيبُ المجتمعاتِ الوطنيّةَ التي لا تَتجَدّدُ ولا تَضع كِمامةً ضِدَّ من أساءَ إليها ورَعى انهيارَها. بموازاةِ هذا الصدأِ، نَشهَدُ نزوحَ أحزابٍ وتيّاراتٍ لبنانيّةٍ عن ثوابِتها وحتّى عن وفائِها لتاريخِها ورموزِها، ونُبصِرُ ارتحالَ الأجيالِ الجديدةِ عن الأحزاب. في الهَجْرِ مُتعَةٌ. لكنْ، لا الأحزابُ عَثرَت على شعبيّةٍ بديلة، ولا الأجيالُ اللبنانيّةُ وَجَدت وجهةً أخرى. في الانتظار، لجأ الشبابُ إلى مجموعاتٍ وجمعيّاتٍ لا تَبتغي الربحَ (صارت تَبغي، وتَبتغي الربح) للمشاركةِ في الشأنِ العامّ. إنّه لجوءٌ موَقَّتٌ لا يَرقى إلى مرتبةِ الالتزامِ الوطنيِّ والوِجدانيّ، ولا يُغني عن أطرٍ سياسيّةٍ ثابتة. هذه النزعةُ تؤثّرُ على انتظامِ الحياةِ الديمقراطيّةِ وعلى صدقيّةِ الانتخاباتِ النيابيّةِ. رغم ذلك لم نَـجِد بعدُ نظامًا أفضلَ من الديموقراطيّةِ لضمان الحريّات، ولم تَجد الديمقراطيّةُ آليّةً أفضلَ من الانتخاباتِ لتمثيلِ الشعب. بَيْدَ أنَّ الانتخاباتِ النيابيّةَ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم