الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ثلاث كاتبات وثلاثة كتب: النسَويّة المدعاة للاحترام في وجوه مختلفة

المصدر: "النهار"
جهاد الزين
جهاد الزين
Bookmark
"رفعة الجادرجي".
"رفعة الجادرجي".
A+ A-
تجمّعت على مكتبي البيتي الصغير وفي أوقات متقاربة ثلاثة كتب كتبتها نساء. اثنان منها كتبتها سيدتان أعرفهما وتربطني بهما معرفةقديمة ولو كنت لا ألتقيهما إلا نادرا، إحداهما بلقيس شرارة المقيمة في لندن حاليا والتي زارتني خلال وجودها في بيروت في الصيف لتهديني مشكورةً كتابها عن زوجها الراحل المعمار العراقي ذي السمعة العربية والدولية رفعت الجادرجي (منشورات دار المدى)والثانية هي الدكتورة إلهام كلاب التي وصلني كتابها الصغير الجديد عن طريق سليمان بختي مدير دار النشر التي أصدرته وهي "دار نلسن" . أماالكتاب الثالث الذي لا أعرف كاتبته ريجينا صنيفر فهو عن سيدة شهيرة في التاريخ السياسي الحزبي المعاصر في لبنان وسوريا و بعض بلدان الاغتراب بسبب أنها كانت زوجة وشريكة مؤسس وزعيم الحزب السوري القومي أنطون سعادة والتي عاشت سنوات طويلة بعد إعدامه عام 1949، وأقصد الراحلة جولييت المير (الفرات للنشر والتوزيع).لئن كانت هوية الكاتبة الجندرية تختفي في الكتاب وراء سيرة حياة جولييت المير فهي طبعا حاضرة في الكتابين الآخرَيْن لأنهما كتابامذكرات بقلميهما ولو كان موضوع كتاب بلقيس شرارة هو زوجها وشريكها رفعت الجادرجي بينما كتاب إلهام كلاب الصغير الحجم والتي تقول أنه نشأ ككتاب من حصيلة مقابلة إذاعية معها وتنشره الآن ك "مراحل من سيرة ذاتية". أما كتاب صنيفر ولو كان كتابة مشوِّقة عن سيرة حياة سيدة مناضلة عانت الكثير، الكثير الكثير، فإن النوع الجندري للكاتب (ة)غير مهم هنا لأنه مكتوب بنَفَس وأسلوب كُتّاب وكاتبات السير الذاتية الغربيين وبكفاءة سِيَرِيّة عالية ومماثلة للكفاءة الغربية بل لبعض أفضل ما قرأته من سِيَرٍ كتبها غربيون. فهذا النوع من الأدب هو ابتكار غربي، وقد عرفتُ من المعلومات المنشورة على الغلاف الخلفي للكتاب أن ريجينا كتبته أولاً باللغة الفرنسية ثم أصدرته باللغةالعربية ولم نعرف تماما هل هو ترجمتها لنفسها أم تمت الترجمة بمساعدة آخرين لأنها تقدِّم الطبعة العربية على أنها من "إعداد ريجيناصفير" ؟ الحقيقة أن الكتب الثلاثة على درجة ولو متفاوتة الأسلوب من التشويق. الأول صنيفر الأكثر تشويقا بسبب أن الكاتبة أدخلت ببراعة عنصرالمخيلة ولو في سياق من المعلومات الكثيفة والدقيقة عن زمن وأصول وسيرة جولييت المير ، وهي معلومات ستفيد بصورة خاصة من ليس لديه اطلاع على مذكّرات جولييت المير التي صدرت قبل سنوات ليتمكّن من المقارنة. لهذا هو كتاب مفيد لأمثالي المحدودي الاطلاع على التاريخ التفصيلي للحزب السوري القومي ولو كانت محطات حياة هذا الحزب في لبنان وسوريا هي جزء لا يتجزأ من ثقافتي السياسية العامة وثقافة جيلي الذي لم يكن ممكناً له، أي جيلي، أن يتعاطى السياسات العقائدية ومعها في المدرسة والجامعة ثم الصحافة، حتى من موقع مختلف عن فكر السوريين القوميين، دون أن يكون له اطلاع على الأفكار الرئيسية لفكر أنطون سعادة كما أن يكون بين معارفه عدد كبير من كوادر الحزب السوري القومي وقياداته بل أن يكون له أصدقاء بينهم، منهم من تحوّل إلى ولاءات مختلفة ومنهم من بقي على التزامه.بلغة أدبية ذكية ومتماسكة تقول إلهام كلاب "كل شيء" عن نفسها في كتابها ولكنها لا تصارح. شجاعة كبيرة دون "قرائن". لغة راقية...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم