الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

حصاد 2020: الفشل الناجح أو النجاح الفاشل للنخبة الشبابية اللبنانيّة

المصدر: النهار
جهاد الزين
جهاد الزين
Bookmark
سعي وراء الحرية (أرشيف "النهار").
سعي وراء الحرية (أرشيف "النهار").
A+ A-
 يحدث شيء استثنائي فعلا في لبنان. لا سابق لهذا التشهير المعنوي الانتقامي الذي تقوم به مجموعات شبابية لبنانية بحق رموز وأحيانا "بمن حضر" من سياسيين أو مصرفيين في أماكن عامة. هذه ظاهرة العام 2020 الأهم في بيروت الكبرى. من هي هذه المجموعات التي تحضر فجأةً وتبدأ بالهتاف التشهيري ضد سياسي أو مصرفي؟ في ذاكرة الثورات الكبيرة العديد من ظواهر التشهير بل حتى التنكيل التي يقوم بها الثوار من أحزاب وطبقات جديدة ضد رموز وشخصيات من النظام القديم. حصل الكثير من ذلك خلال الثورة الفرنسية ولاحقا الروسية ولكن التحقير كان يتلازم مع العنف الشديد، إلا أن أشهر ظواهر تحقير الطبقة القديمة حصلت في الثورة الصينية عندما تعمّد ثوار ماوتسي تونغ التنكيل في الأرياف التي سيطروا عليها بالطبقات القديمة والاستهزاء بعناصرها بشكل مبالغ به من حيث عدم التمييز بينهم. وقد بلغ التنكيل في عهد "الثورة الثقافية" في منتصف الستينات من القرن المنصرم حد تجميع كل من اعتُبِر "بورجوازيا" من سياسيين وفنانين ومثقفين وبيروقراطيين في تجمعات أعمال شاقة في الريف كتب عنها لاحقا الروائي الصيني مو يان حامل جائزة نوبل مجموعةً من القصص المؤثرة إحداها تتحدث عن خصي لعجل فحل في مزرعة حيوانات أصرّ عليه مسؤولٌ حزبي شيوعي . الفارق بين مزرعة جورج أورويل وبين مزرعة مو يان أن الأولى تشهد الثورتين الأولى والمضادة بينما الثانية الحكم التوتاليتاري القاسي يبقى سائداً فيها. لكن تلك الثورات على عمق وخطورة ما أحدثته من تأثيرات في تاريخ العالم كانت عموما، وتحديدا الروسية والصينية، تنتمي إلى فكر غير سلمي وغير ديموقراطي في الدعوة للتغيير، حتى الثورة الفرنسية، مؤسسة فكر حقوق الإنسان والدعوة المساواتية والعلمانية كانت سنواتها الأولى حافلة بالعنف والتصفيات حتى أنتجت أحد أعظم عسكريي التاريخ نابوليون بونابرت. العائلتان المالكتان في الثورتين الفرنسية والروسية أُعْدِمتا أما الأمبراطور الصيني...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم