الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

فرنسا... أيار وحزيران

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ ف ب).
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ ف ب).
A+ A-
"فرنسا مقسومة على 43 مليون فرنسي. وهي البلد الوحيد في العالم الذي إذا اضفت عشرة مواطنين الى عشرة آخرين، تكون النتيجة عشرين فريقاً"ديغول هذا شهر حزيران في فرنسا. الشهر الذي فيه وجّه الرئيس شارل ديغول نداءه الى الفرنسيين الأحرار من لندن: لا جمال إلا في الفوز، والعبودية موت. لا تصدقوا الماريشال بيتان! وطفق تلامذته يبشرون ويفسرون نداء 18 حزيران: المتواطىء اردأ من المحتل، والجبن اسوأ من الجهل. كان ديغول اكبر من فرنسا. وصادقاً قال: لست في اليمين ولا في اليسار. ديغول فوق. في اعلى مراتب التاريخ والإنسان. في ارفع رتب الفكر والثقافة. في الذروة الأخيرة من الترفّع والخلق وكرامة الذات.في السياسة وفي المنصب وفي الكرسي وفي الحياة، كان اقرب الى المسيح. طرد الدجالين من الهيكل، ولم يقبل حوله إلا ذوي السيرة شبه الكاملة: عباقرة وعلم وتكرُّس من اجل فرنسا. لا محاباة ولا مسايرة ولا ازلام ولا اقارب ولا شبه شبه شبهة. يمكن لرجل الدولة ان يخطىء، رجل الوطن يجب ان يكون معصوماً. عندما طعن الفرنسيون في عصمته المدنية، اعتمر قبعته الشهيرة ومضى. يا للشعب الذي يدفع ذلك العملاق الى الاستقالة. شعرت فرنسا بالندم وهي تراه عائداً إلى قريته، كولومبي، حيث المنزل الأبهى من فرساي، والأجمل من الاليزيه. خطوة واحدة واصبح في اعمدة التاريخ. لا قبل ولا بعد. مجرد اسماء تدور خارج فلكه العظيم. وأصبح في إمكان نيقولا ساركوزي ان يكون على خط الخلافة في الجمهورية الخامسة، "قماز" ضحل وفاسد في كرسي شارل ديغول.تهون الدول وتهان الشعوب عندما تسيء الاختيار. يهبط مستوى الديموقراطية. بل يسقط مستوى الجمهورية وقيمها واصولها. لماذا لم يثق ديغول مرة في خيار الفرنسيين وامزجتهم، ودائماً كان يسارع الى انتزاع فرنسا من بين رخاوتهم. اجل، هناك من هو اكبر...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم