تعكس الواقعة المفجعة الجديدة لوفاة طفلة بعد جولة استجداء قاتلة على عدد من المستشفيات الشمالية قبل أيام، النموذج الأشدّ صدماً لما آل إليه الواقع الاجتماعي لبلد ظلّ حتى الأمس القريب يحتفظ بالحدود الدنيا من متطلبات الكرامة الإنسانية وإذا به اليوم يسابق أسوأ نماذج الدول الفاشلة في بلوغ هذا المصير المأسوي. ولعل أسوأ الأسوأ في ما تدرّج إليه واقع الانهيار في لبنان أن الوقائع المتصلة بمعاناة الناس ويوميات البؤس موتاً أو قتلاً أو تسبباً بالوفاة جراء تفشي الانحلال والتفتت وانعدام كل ما يمت بصلة الى ما كان يسمّى دولة، أن ذلك لم يعد يحدث أيّ ردود فعل أو يثير ما يمكن أن يشكل روادع تفرمل هذه الدوامة القاتلة من الموت المجاني الذي صار اللبنانيون يتعاملون معه من موقع التكيّف كأن الموت لاستحالة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول