الأربعاء - 01 أيار 2024

إعلان

أي برنامج مشترك بين الضجيج والتغيير

المصدر: "النهار"
داود الصايغ
داود الصايغ
Bookmark
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
ليس في لبنان ضجّة تشبه تلك التي تحدّث عنها أبو العلاء المعرّي عن اللاذقية حين قال "في اللاذقية ضجّة ما بين أحمدَ والمسيح". فهذا موضوع وَجَدَ له اللبنانيون حلاً منذ زمنٍ بعيد حين ساروا في تجربة كان من معالمها الساطعة والمُضيئة ارتفاع الأجراس إلى جانب المآذن. لعلّه ضجيجٌ أقرب إلى ما كان شارل ديغول يقوله عن بلاده "كيف يمكن لفرنسا أن تُحكم وفيها ثلاثماية وخمسة وستون نوعاً من الجبنة"، في إشارة منه ليس إلى التنوّع والتعدد – وهو غنًى بحد ذاته – بل إلى كثرة تضارب الآراء والأفكار والتوجهات في ذلك البلد العريق الذي رفدَ الحضارة العالمية بعصور النور وبتعاليم ثورة عام ١٧٨٩ التي رُسّخت كإحدى المحطات العالمية الفاصلة. لأن من يُتابع أخبار الفرنسيين عن كثب يجدهم ميّالين باستمرار إلى التذمّر وانتقاد السلطات والمطالبة بالمزيد. دائماً بالمزيد. لعلّهم أسعد شعوب العالم دون أن يدروا. وعلى كلٍّ ليس هذا ما ورثـناه عن فرنسا التي أورثـتـنا أفضل كلّ ما عندنا اليوم من مؤسـسات وتراث ثـقافي. فالتنوع البشري عندنا كان منّا وفينا منذ البدء، وهو سبب وجودنا وليس هو سبب مشاكلنا. فالموضوع هو في مكانٍ آخر أشار إليه العالم كلّه بدون استثـناء، العالم المهتمّ بنا، بات معروفاً. وهو تعدد الرؤوس والقيادات وتضارب أو تلاقي المصالح الخاصة التي لا تزال سمة العمل السياسي حتى الساعة، بعيداً عن المصلحة الوطنية، وحتى بعد الانتخابات الأخيرة كما شاهدنا في تسويات انتخابات المجلس النيابي. ولكن العالم المتحضر انتقل من الدماء إلى الكلام. وأَخضَعَ كلمة الفصل لما صار يُعرف بصندوقة الاقتراع التي خَبرها اللبنانيون منذ عام ١٨٦٨ قبل غيرهم في مجتمعات الشرق قبل أن ينتقل بعدها إلى أنظمة الاستبداد إثر انحسار عهود الاستعمار. في لبنان...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم