معرض غادة جمال في "غاليري آرت أون 56"... "الانتماء" إلى المكان ولوحاته بطولةٌ

ليس بلا دلالة أن تكون بطاقة الدعوة إلى معرض غادة جمال في "غاليري آرت أون 56"، الجميزة، تتضمّن لوحتين اثنتين، الأولى تعود إلى العام 1990، والثانية إلى العام 2020، بفارق ثلاثين عامًا لا انقطاع فيها، حيث يتلاقى طرفاها التقاءً تشكيليًّا ودراميًّا مفجعًا، فتتبدّى في لوحة التاريخ الأوّل آثام الحرب اللبنانيّة المديدة وشظاياها في الأمكنة والكائنات والنفوس، وتتبدّى في لوحة التاريخ الثاني مآسي تفجير بيروت والمرفأ، وكلّ هذا الموت الهمجيّ الموصول بنبعٍ لا يكفّ عن التفجّر والنزف. 1990  لكأنّ الرسّامة شاءت أنْ تقول لنا إنّها، عن سابق تصوّرٍ وتصميم، تريد ربط اللوحات بتواريخها، وبأمكنتها، وبمصائرها المشتركة، كما بلغاتها، وأساليبها، وضرباتها، وتوتّراتها العميقة. هذه أعمالٌ تقول لكي تكتم، وتفصح لكي تضمر، من أجل أنْ تمنح عين الزائر حرّيّة التجوال، ليس في ما يقترحه علينا السطح التشكيليّ من أشكالٍ وألوانٍ وحالاتٍ فحسب، بل ما يدعونا هو إلى اكتناه أسراره ودلالاته الجمّة. هذه أعمالٌ تنطوي على خبرةٍ عقليّة،...