الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أقوياء الرماد

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
جنود روس في مسرح ماريوبول الذي تعرض للقصف، في ماريوبول (12 نيسان 2022، أ ف ب).
جنود روس في مسرح ماريوبول الذي تعرض للقصف، في ماريوبول (12 نيسان 2022، أ ف ب).
A+ A-
"بِمَ التعلل، لا أهل ولا وطن، ولا نديم، ولا كأس، ولا سكن"المتنبيلم يُمضِ العالم مثل هذه الكمية من الوقت أمام التلفزيون. ليس فقط بسبب نوعية الحرب وأهميتها، بل بسبب التطوّر الهائل في تقنية التصوير والنقل وشجاعة وطاقة فرق المراسلة، ومغامرة الشابات والشبان في دخول ساحات الوغى. وهو اليوم ليس حربة عنترة ولا أبجره، بل تهديد بوتين اللطيف بالنووي، كما هو حقول القتل، وتحمُّل مشاق السفر، واحتمالات الموت والجوع والتيه ومشاعر الصدمة الرهيبة أمام مشهد الخراب والدمار وقسوة القتلة ووضاعتهم، وخساسة المبررات أمام حجم الفظائع.مسرح عالمي لم نشهد مثله وفي حجمه وبؤسه مباشرة من قبل: لا في الميدان والجبهات الكثيرة، ولا في كثرة المحاولات والوساطات السياسية، بدءاً من الطاولة المذلّة التي اختارها فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين لاستقبال ضيوفه من رؤساء الدول، الى الطريقة التي استقبل وحاور بها رئيس النمسا.العرض العسكري والسياسي العالمي كان رثّاً وعزيزاً معاً. الرئيسة الاوروبية أورسولا فون درلاين تهبط في كييف كأنها تتنزه في مروج القرنفل الهولندية، وعشرات الآلاف من البشر سائرة، أو قابعة، في قوافل الذل، أو طوابير العذاب.عرض عالمي، ماتينيه وسواريه. في الصباح يظهر فولوديمير زيلينسكي في خراب مهجور لمناشدة الأسرة الدولية، وفي المساء يظهر فلاديمير فلاديميروفيتش وسط مذهّبات الكرملين، لمخاطبة "الدول الصديقة". لا بد انك لاحظت الاحرفية، أو الابجدية، تغيرت هي ايضاً بسبب المكرهة المتفجرة. فلاديمير هنا، هو فولوديمير هناك. هنا تُكتب كييف بياء واحدة وهناك بياءين. وهلمّجرا.رفض غسان تويني ان يصدق انها حرب أهلية، وان اللبنانيين مثل سائر البشر ينزلون الى غرائزهم في الامتحان الصعب. وسمّى ما حدث "حروب الآخرين". لا يريد...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم