"حزب الله" لحكومة فعلية تلافياً لفراغ رئاسي

موقف "حزب الله" من الموضوع الحكومي تغيّر كثيراً منذ استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي قبل أشهر قليلة ثمّ إعادة تكليفه تأليف حكومة جديدة، وإن بعدد أصوات نيابية أقل وبكثير من العدد الذي طلب تكليفه تأليف الحكومة المستقبلية. فهو كان طبعاً مع ضرورة تأليف حكومة جديدة في السرعة الممكنة تعالج ما يعانيه اللبنانيون من مشكلات. لكن اهتمامه كان برئاسة الجمهورية التي ستشغر بعد أشهر قليلة أي في آخر تشرين الأول المقبل وبضرورة العمل الجاد خلال الأشهر الفاصلة عن هذا الاستحقاق لانتخاب رئيس جديد تلافياً فراغ في الموقع الدستوري الأول في البلاد. إلا أنه أي "الحزب"، بعد تأكده من احتدام المعركة على رئاسة الجمهورية أولاً بين الرئيس عون و"تياره الوطني الحر" الذي يترأسه النائب جبران باسيل والأطراف المسيحيين الأقوياء المعارضين في أكثريتهم الساحقة لعون والساعين لمنع عودته الى الرئاسة سواء عبر باسيل أو أيّ حليف آخر له ولـ"الحزب" الداعم له أو عبر شخصية غير سياسية وربما غير قادرة على القيام بأعباء المنصب الأول في البلاد، إلا أنه أي "الحزب" قرّر أن المصلحة الوطنية من وجهة نظره هي بذل كل الجهود الممكنة لحل الأزمة الحكومية اقتناعاً منه بأن النجاح في إبعاد الفراغ عن الرئاسة الأولى الذي صار محتماً أو شبه محتّم لمدّة لا يمكن معرفة...