فصل جديد من التدمير الممنهج لمؤسسات الدولة القضاء أمام الامتحان

 لا يهم اللبناني كثيراً اذا كانت القاضية غادة عون حسنة النية، أو سيئة النية، اذ لا تكون المحاكمة على النيات. ولا يهمه اذا كانت التزمت القوانين أو تجاوزتها، فذلك من مهمات التفتيش القضائي، حتى لا نتجاوز دوره، احتراماً للسلطة القضائية التي لا نزال نعوّل عليها لانقاذ البلد. النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان مجرد تفصيل، وصفحة ستطوى في الأيام المقبلة، كما كل الملفات، العالقة، الغث منها والسمين. لكن الأهم بالنسبة للبناني أن حركة غادة عون عرّت القضاء ككل، ودفعت الى فضح وقح مؤسسات الدولة المتهاوية الواحدة تلو الأخرى. ما حصل في اليومين الماضيين، من "اقتحام" لمكاتب شركة مكتف لنقل الاموال، اصاب السلطة القضائية التي لا يزال اللبنانيون يأملون بها، رغم كل نقاط الضعف في الجهاز القضائي، وولاءات القضاة للسياسيين ووقوفهم على أبوابهم قبيل كل تعيينات ومناقلات. والحال أنها ليست خطيئة القضاة أنفسهم، بل خطأ النظام ككل، إذ أن السلطة السياسية تكافئ من يواليها من القضاة، وتعاقب آخرين،...