حكومة نتنياهو المتطرّفة جداً يجب أن تُقلق الأردن

قبل سنوات طويلة اتصل بي القائم بأعمال السفارة الأردنية في بيروت، وليعذرني على نسيان اسمه، وأبدى رغبته في زيارتي في جريدة "النهار" حيث أعمل. كانت جلسة جيدة بدأت بتعارف ثم بحديث سياسي تناول لبنان والأردن ومشكلات كل منهما وقضاياه، ثم انتهت بالاتفاق على متابعة اللقاءات. عُقد لقاء آخر بيننا بعد ذلك ولم تختلف الأحاديث التي تخلّلته عن تلك التي دارت في اللقاء الأول. بعد أسابيع قليلة اتصل بي وقال إن سفير المملكة يرغب في لقائي فاتفقنا على موعد وزرته في مقر السفارة الكائن في منطقة بعبدا على الأرجح. بدأ اللقاء لطيفاً وجيداً حاول خلاله السفير إظهار المودّة لي والحرص على "الشعب" الذي أنتمي إليه وعلى مصالحه ودوره في البلاد. أظن أنه كان يحضّر بذلك لدخول الموضوع الذي أراد الاجتماع بي لمناقشته، وكنت عائداً لتوّي من زيارة العمل السنوية التي أقوم بها للولايات المتحدة منذ أكثر من ربع قرن. فأبدى عتبه على تضمّن "الموقف هذا النهار" مرّةً أو أكثر معلومات تشير الى أن الحل النهائي لقضيّة فلسطين قد يكون تحويل الأردن دولة فلسطينية بفلسطينييه الذين تراوح نسبتهم بين 50 و60 في المئة من شعبه. أجبته أن تلك معلومات أو تحليلات حصلت عليها في لقاءات مع شخصيات أميركية بعضها يهودي، وأنّني كلبناني عربي مؤمن بقضيّة فلسطين وبضرورة التوصّل الى حل سلمي لها بعدما تعذّر على العرب إعادتهم الى...