الشجرة أختي. أمّي. ابنتي. وقد تكون زوجتي. أو عشيقتي. وقد تكون بلادي. بل لا بدّ من أنْ تكون هي بلادي. علنًا جهارًا. وعلى رأس السطح. وفوق رؤوس الأشهاد.أليست الشجرة كائنًا حيًّا؛ طفلةً، آنسةً، امرأةً، وأمًّا؟! الشجرة، على حدّ علمي، تفكّر. تشعر. تكافح. تناضل. تشقى. تحلم. تفرح. تتوجّع. تتألّم. كما أنّها تتعب فتغفو، ثمّ تستيقظ، لتواصل شرطها الوجوديّ، مثلما أيضًا تفعل أمورًا أخرى، كثيفةً وكثيرةً ومضنيةً، لكنْ بصمت. ولا سيّما: بحرّيّة. ودائمًا بحرّيّة. وهي حين تنمو، وتزهر، وتغتبط، وتحبل، وتحمل، وتثمر، وتتعرّى، وتنخرط في حركيّة الفصول وإيقاعاتها، إنّما تؤدّي هذا كلّه، كما لو كانت معنيّةً بشأن الخلق والخليقة مطلقًا، متورّطةً فيه التورّطَ الذي لا مناص منه ولا...

ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول