السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"النواب التغييريّون" كقماشة راقية في البرلمان: حذار الكمائن

المصدر: "النهار"
جهاد الزين
جهاد الزين
Bookmark
نواب التغيير في مسيرة من مرفأ بيروت إلى ساحة النجمة (أرشيفية).
نواب التغيير في مسيرة من مرفأ بيروت إلى ساحة النجمة (أرشيفية).
A+ A-
لا شك أن كتلة "النواب التغييريّين" أحدثت ليس فقط صدمة سياسية لنمط البيئة البرلمانية التقليدية بل أحدثت أيضا نقلة في المستوى الشخصي للنواب. أعني بالمستوى الشخصي أن عددا كبيرا من النواب ال13 إن لم تكن غالبيتهم العظمى يشكّل ارتقاءً في المستوى السائد برلمانيا . تترافق في هذا الرقي كلا النسبة العمرية والتأهيل التربوي والاجتماعي.إنهم جيل جديد في العمل العام بكل ما تعنيه الكلمة وهم لذلك ممثلون أمينون لجيل الطبقة الوسطى الشبابية التي قادت وصنعت ثورة 17 تشرين. ولم يكن عندي أدنى وَهْمٍ منذ انطلاقة هذه الثورة، التي أثارت إعجاب وتعاطف أرفع المحافل الدولية وأكثرها حداثةً، أنها ثورة نخبوية . لكنّ اتساعَ قاعدتها الاجتماعية الشبابية والجامعية لا يجعل منها ثورة شعبية. لقد ثارت نخبة شباب الطبقة الوسطى اللبنانية. جيل جديد من الشباب اللبنانيين الذين اختزنوا في تأهيلهم أفضل ما أنتجته الجامعات اللبنانية الكبرى مدعومين من نخب الدياسبورا الواسعة،وغطوا التشويه البالغ الذي طبع انتفاضة "ثورة الأرز" عام 2005 وجعل منها ثورة معاقة تكوينيا، رغم أهميتها الفائقة، من حيث أنها أي ثورة2005، لم تطرح إسقاط النظام اللبناني بل كانت موجهة فقط ضد نظام آخر خارج لبنان. وهي بهذا المعنى تختلف عميقا عن ثورات "الربيع العربي" التي تميّزت كلٌ منها بالدعوة إلى إسقاط نظام بلدها قبل أي طرح آخر. جاءت ثورة 17 تشرين لتصلح هذا التشوّه وتوجّه مطالب التغيير نحو النظام اللبناني نفسه بعد الانتهاء من حالة الوصاية.لقد جعلت القماشةُ الشخصية التي مثّلها معظم "النواب التغييريين" القماشاتِ أو النماذجَ السائدة تحت قبة البرلمان نماذجَ عتيقة ولا أريدأن أقول مستهلَكة تفوح موديلات موضة سياسية قديمة منها مع الاحترام لأشخاصهم كما مع تقدير العديد من الاستثناءات التي قد يظلمها التعميم. فهؤلاء النواب الآتون فعلا من ثورة 17 تشرين ليسوا شبيهين:1- ليسوا شبيهين بنموذج النائب "القواتي" الحالي الآتي عموما من حنكةِ وقسوةِ وميليشياويةِ تجربةِ الحرب الأهلية لاسيما من جيل قيادة سمير جعجع...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم