الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

ريكيافيك

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
النيران في مرفأ بيروت (تعبيرية).
النيران في مرفأ بيروت (تعبيرية).
A+ A-
"حيثما أكون، أحلم أنني في بوينس آيرس"بورخيسترافقنا بيروت الى كل الأمكنة، في احلامنا وكوابيسنا. وفي احلام اليقظة وكوابيسها. ذهلتُ مرة اثناء زيارة الى ريكيافيك، من أوجه الشبه مع بيروت، ولا ازال. ليس المتوسط. ليس الميناء الذي نزل فيه لا مارتين، ورينان، وجيرار دو نرفال. ليس سطح البحر الملتصق بسفح الجبل. لا شيء من جمالات الدنيا اوغنائياتها في ريكيافيك. عاصمة قائمة فوق بركان، أو سلسلة براكين، ولا احد يعرف متى تثور. ولماذا. ولذلك، اهلها خائفون دائماً. من هبوب مفاجىء. من فوران هائج. حيّرت البراكين العلماء: حمم ورماد. لا شيء بينهما. لا خصب، لا ماء، لا هواء. بارقة سريعة وعتم مقيم.كانوا يشبّهون بيروت بباريس. بقعة ساحرة في شرق مسحور. تبدو اليوم وكأنها عاصمة الحِداد في العالم. نساء في ثياب سوداء. والبركان الأسود في الميناء لا يزال يقدم عرضاً متواصلاً من الانهيارات والعجز ومن الذين لا دخل لهم من جند بيلاطس.الصوت الذي سمعته عصر الرابع من آب كان مثل صوت الرؤيا. كانت ساعة عادية في المدينة. وكنت استعد لمغادرة "النهار"، ثم ذلك الصوت. شيء من هيروشيما، شيء من مدافع محمد الفاتح التي هدّت القسطنطينية. وبعد الصوت القيامي، دخان بلون القيامة. نعوت وأوصاف دانتي للجحيم. جهنم باللغة "اللبنانيّي".عندما تكون في قلب الرؤيا، لا يمكن ان تعرف مداها، وإذ تنهمك في نفض نثرات الزجاج عنك، لا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم