الأربعاء - 01 أيار 2024

إعلان

رجاء، اترك رسالة

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
نعش الوزير السابق والكاتب سجعان قزي في كاتدرائية سيدة العطايا - أدما (حسام شبارو).
نعش الوزير السابق والكاتب سجعان قزي في كاتدرائية سيدة العطايا - أدما (حسام شبارو).
A+ A-
كان في امكان سجعان قزي ان يكون كتائبياً وعربياً ومسلماً وغربياً وشرقياً وليبرالياً ومحافظاً في وقت واحد، وصدق واحد، وشغف واحد. ليس ذلك كعلامة من علامات الضعف، بل كشهادة في الصلابة وحفاظاً على الكينونة اللبنانية وشروطها والتزاماً بسائر عناصرها. فالتعدد الحقيقي هو اولاً التعدد في الفرد، الجماعة تأتي لاحقاً: وفي كل هذه العناصر كان سجعان قزي قريباً من الكمال، وله مقدرة عجيبة على تجاوز نوبات الغضب وقصر البال وسهولة التخلي واليأس.كان انيقاً في لبنانيته، عريقاً في انفتاحه. وكان في اعماقه وثقافته ومعارفه الواسعة، يدرك ان لا خلاص إلا بالوجود، لا بالتعايش. والوجود صيانة دائمة وتعقّل مستديم. ويجب تذكير صغار النفوس دائماً أن "مصلحتهم" في ذلك، لأن الوطن عندهم لا يتعدى كونه التنقّل بين مصلحة وأخرى. والحقيقة الوحيدة هي الذات ومنافعها وانتفاعاتها ونفعها وما تفرّع.غاب سجعان قزي الصلب والمفكر الشجاع وجميعنا خائفون. وبدا الخوف أكثر ما بدا في بكاء أمين الجميل في وداعه. وكان كميل شمعون يردد دائماً ان لا أحد بين الرؤساء في صلابتي إلا الشيخ أمين، وهذا يكفي حتى انتهاء عهده. كثيرون ممن بكوا سجعان قزي كانوا يبكون ايضاً الفقد الشخصي. لبنان الماضي، المكنّى بالجميل برغم كل شيء، ولبنان الحوار برغم الصّم، ولبنان الأفئدة برغم جفاف الاحاسيس وتبلّد المشاعر.وها هي مظاهر الخوف تظهر...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم