زيارة الحريري الرمزية برسائل كثيرة

كشفت العودة القصيرة للرئيس سعد الحريري في ذكرى اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري جملة رسائل يؤكد متصلون به أنه فوجئ بها. فهو فوجئ بالحشد الشعبي عند ضريح والده ورفاقه في وسط بيروت كما في الحشد أمام منزله في بيت الوسط. وفوجئ بزيارات غير متوقعة لرؤساء أحزاب وسياسيين لا يمكن إلا أن تتسم بطابع سياسي على رغم أن الزيارة مبرّرة في ذكرى رفيق الحريري التي نقضت في المناسبة كل المسؤولية التي حمّلته إياها قوى سياسية عما آل إليه الوضع في لبنان لتغدو الفترة التي كان فيها في رئاسة الحكومة الوحيدة ما بعد الحرب الأهلية وما بين سيطرة فريق معيّن على السلطة التي عرف فيها اللبنانيون بعض الاطمئنان المالي والاطمئنان للمستقبل. ويزيد من أهمية هذه النقطة حال التدهور والانهيار المتفاقمين بحيث بدا أن الحشد الشعبي كان يمكن أن يكون مضاعفاً مرات ومرات لولا هذه الحال المؤثرة على قدرات الناس فيما ضريح الحريري استطاع أن يشمل موقفاً أميركياً عبر زيارة السفيرة الاميركية دوروثي شيا وكذلك روسيا عبر موقف للخارجية الروسية وزيارة السفير الروسي ألكسندر روداكوف، وذلك على اختلاف المواقع والتوترات القائمة بينهما، ما أعاد التذكير بموقع الحريري الأب ومحوريته في إدارة علاقات دولية متناقضة في مرحلة نهوض مهمة للبنان. ولكن غابت في المقابل...