في الكويت انقسام "سنّي – شيعي" لا "إخواني – سلفي"

لم تُثر الانتخابات التشريعية التي أُجريت في دولة الكويت في التاسع والعشرين من شهر أيلول الماضي اهتماماً واسعاً عند الشعوب والدول العربية الأخرى ربما لانشغالها بهمومها ومشكلاتها الكثيرة المتنوّعة والصعبة في آن واحد. لكنها، بسبب موقعها المهم تاريخياً في الخليج العربي وتجربتها الديموقراطية الأقدم في تلك المنطقة من العالم العربي والدور الذي قامت به داخله قبل انطلاق دول شقيقة لها في مسيرة تطوّر متنوّع وضعتها في صدارة الدول العربية دوراً وتنميةً وإنماءً، كان يجب أن تنال الاهتمام اللازم في العالم العربي على الأقل. ذلك أن ما تعانيه من مشكلات اليوم موجود في سائر الدول العربية ولا يزال من دون حلول جذرية ونهائية رغم مظاهر التقدم والانفتاح عند بعضها. وهو هدّد ديموقراطيتها الأقدم ولا يزال يهدّدها بدليل تعطّلها أكثر من مرة من جرّاء الاختلاف على السلطة بين الحكومة ومجلس النواب وتالياً الاستقالات المتكرّرة للحكومات والحل المتكرّر لمجلس النواب. علماً بأن ذلك كله لم يأتِ بالحل المنشود ولم يُلغِ خوف الكويتيين على الاستقرار في بلادهم والانتظام وخصوصاً بعدما شهدت منطقتها تغييراً ملحوظاً ولكن في اتجاهين متناقضين. واحدٌ نحو الحداثة المتناقضة مع الإسلام أحياناً كثيرة، وآخر نحو إسلامية الدولة والحكم والنظام فضلاً عن الاختلاف المذهبي الإسلامي الموجود بقوة في الكويت، والمعبّر عن نفسه بقوة في المناسبات السياسية والاستحقاقات الوطنية ولكن على نحو سلمي...