السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الدير القريب

المصدر: "النهار"
رشيد درباس
رشيد درباس
Bookmark
صحف إيرانية تتحدّث عن التقارب مع السعودية (أ ف ب).
صحف إيرانية تتحدّث عن التقارب مع السعودية (أ ف ب).
A+ A-
إن صيانة خرائط الدولة تحتاج إلى رجال دولةغسان شربلفي أقصوصة مارون عبود عن هيلانة التسعينية بنت قرية فغال، أنها رفضت "وعظة" جارها الخوري بطرس، بانتظار "وعظة بونا اسطفان"، الذي ما أن وصل إليها من بعد سفره، حتى راح يقرأ عليها أبيات عنترة بن شداد عن الحصان والرمح والتنين، فاطمأنت بالًا إلى أنه كان يحدثها عن مار جرجس الذي، من فوق حصانه، شكَّ التنين برمحه فقتله؛ ما حدا بالخوري بطرس أن يضرب كفًّا بكفٍّ قائلاً: "الخوري القريب، كالدير القريب لا يشفي".هكذا تذهب بنا الحالة السياسية الراهنة إلى "سيرة عنترة"، على وهم حلول يجري طبخها في مكان آخر، برعاية مار جرجس، بعد أن سقطت رعاية "مار مخايل"، في حين أن أحدًا ليس بجاهزٍ لتلك الطبخة بعد، والطُّهاة المهرة ما زالوا في مرحلة إشعال النار تحت قِدْرِ الحصى. تستفحل المشكلة جدًّا عندما يكون الاختيار محصورًا، بين "رئيس سيادي يسترد الدولة من خاطفيها، ويحتكر لها السلاح دون سواها"، وبين "رئيس ممانع موثوق لا يطعن المقاومة في ظهرها"؛ فالرئيسان (المطلوبان) مع الأسف، موجودان نظريًّا وغير متوافرين عمليًّا؛ ولو كان الأمر غير ذلك لكان لنا رئيس غِبَّ الاستحقاق، لكن ميزان القوى البرلماني والسياسي والإقليمي والدولي لا يتيح للخطابات الرنانة، والمواقف الصارمة الغاضبة أن تخرجنا من حالة المراوحة. والصراع الدولي الدائر حول الإقليم ليس في مرحلة الحسم بعد، حتى ولو تصالحت السعودية وإيران برعاية الصين، واتفقتا على إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما، فإن آثار هذه المصالحة يعوزُها الوقت لكي تبدو ملامحُها على حقيقتِها، وننتائجُها على أرض الواقع، خصوصًا وأن الأزمة الأوكرانية تزيد الأمور تعقيدًا وتشعبًا، حيث يتداخل السلاح بالنفط، والغذاءُ بالنووي الذي يلوح به "ميدفيديف"؛ أو ذاك الذي طَبْخَتُه على وشك نضجها في المفاعل الإيراني. هذا المشهدُ قد لا يدفع...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم