13 تشرين موعدُ جلسةٍ أم ذكرى احتلال؟
13-10-2022 | 00:40
المصدر: "النهار"
لا يجوز الخلطُ بين الشكلِ (كَبْوةُ لياقةٍ في تحديدِ موعدِ جلسةِ الانتخابِ في 13 تشرين الأوّل بالذات) وبين الجوهرِ (انتخابُ رئيسٍ جديدٍ للجُمهوريّةٍ مهما كان موعدُ الجلسة). وإذا كان القصدُ من تحديدِ 13 تشرين هو خلقُ إشكاليّةٍ تُعطِّلُ انعقادَ الجلسة، فأبسطُ قواعدِ الذكاءِ أنْ تُطوَّقَ هذه الإشكاليّةُ المتَعمَّدةُ بالحضورِ وبانتخابِ رئيسٍ أو بتحويلِها شرارةَ ثورةٍ وطنيّةٍ إذا لم يَتمّ انتخابُ رئيس. سنةَ 1789، حين رَفضَ الملكُ لويس السادس عشر إجراءَ الإصلاحاتِ المطلوبةِ، انتفض "ميرابو" وتوجّه على رأسِ "عامّةِ الشعب" (Tiers Etat) وقِوى أخرى إلى قلعةِ الـــ"باستيل" حيث كان السلاحُ مُخزَّنًا ومكدَّسًا ووَضعوا أيادِيهم عليه، وانتقلت فرنسا من إجراءِ إصلاحاتٍ إلى انطلاقِ ثورة.مُعضِلتُنا في لبنان أنّنا في إصلاحاتٍ خطأٍ، وفي ثورةٍ خطأٍ، وفي دولةٍ خطأ. وإذا حلَّ علينا يومٌ صَحٌ أنْجزنا فيه عملَا خطأ. لذلك، الرهانُ اليوم يتعدّى رمزيّةَ المواعيد إلى خطورةِ المرحلةِ حيث أنَّ لبنانَ يجتازُ أخطرَ أزْمةٍ وجوديّةٍ بغلافٍ سياسيٍّ ودستوريٍّ واقتصاديّ. كما يعيشُ العالمُ حربًا شبهَ عالميّةِ بين روسيا وأوكرانيا وأوروبا، ما يَفرِضُ على لبنانَ أن يَتحصّنَ بشرعيّةٍ طبيعيةٍ وكاملةٍ لمنعِ أيِّ طرفٍ داخليٍّ أو دولةٍ أجنبيّةٍ من وضعِ اليدِ عليه.لا أفضلَ من 13 تشرين الأول 2022 موعدًا لإحياءِ ذكرى بَدءِ عهودِ الشغورِ الرئاسيّ ومُنطلقًا لإنهائها. وأساسًا، أيُ يومٍ في لبنان ليس فيه نكهةُ عارٍ؟ في مثلِ هذا اليوم، 13 تشرين الأول 1990، دخل لبنانُ مرحلةَ الاهتزازِ الدستوريِّ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول