الأحد - 15 أيلول 2024
close menu

إعلان

ثورة المفلوقين

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
امرأة تجلس على حجر أمام حائط كتب غليه "ثورة" (أرشيفية - حسام شبارو).
امرأة تجلس على حجر أمام حائط كتب غليه "ثورة" (أرشيفية - حسام شبارو).
A+ A-
والظّلمُ من شيَم النّفوسِ فإن تجدْ – ذا عفةٍ فَلِعِلّةٍ لا يَظْلِمُ المتنبيعندما عدنا الى لبنان بعد "انتشار" دام نحو ثلاثين عاماً، ما بين اميركا وكندا وفرنسا والكويت، ونحو 24 عاماً متصلاً في لندن، وجدنا أنفسنا أمام مشكلة عائلية جديّة. كل بيت في البلاد فيه عاملة سريلانكية، أو أكثر. وبالتالي لا بد مما لا بد منه. لكنني اعترضت على الفكرة لأنني لا أقبل أن تنام مخلوقة في بيتي، مثل بقية السجون اللبنانية. ودار نزاع حقيقي في المنزل انتهى بالاتفاق على عاملة تمضي النهار في العمل، والليل حيث تشاء.تعرّفنا من خلال تلك العاملة الى إنسانة مرتّبة مؤدّبة تصرف الكثير مما تُعطى على مساعدة الاطفال في بلادها. كانت تدخل البيت في الصباح وتغادره بعد الظهر، من دون ان نسمع حركة المفتاح في الباب. وعندما تكون ابنتنا في المنزل يظل الحوار دائراً بينهما، وإلا فما مِن محاور للعاملة الكريمة سوى الصمت. وإضافة الى راتبها، كان كل واحد منا نحن الأربعة "يمرر" هدية اضافية الى "سنتيا"، وكل واحد يطلب منها "شرط ألا يعرف الآخرون". وكان الآخرون جميعاً يعرفون.كلما اقتربت نهاية سنة جديدة كان اول ما نفكر فيه، كيف سنجرؤ على مطالبتها بالتمديد عاماً آخر. وإذا قبلت مكرهة كيف نسمح لأنفسنا بحرمانها من رؤية عائلتها عاماً...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم