الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أطفأ لبنانه وغفا

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
الراحل فارس اسطفان.
الراحل فارس اسطفان.
A+ A-
كان طويلاً عريضاً مثل مضرب المثل. عريض الصدر، عريض الجبين، عريض المنكبين، عريض الشاربين، مثل قارعي الاجراس في القرى. وعريض ابتسامة لا تغيب. وكان لا يتعب من التعريف بنفسه، سواء لمن يلتقيه للمرة الأولى، أو للمرة الألفين: "محسوبك فارس اسطفان من غسطا كسروان، جبل لبنان، كيفك يا حنون".وكان يمسّد شاربيه بلا انقطاع، بيده العريضة، يلمع فيها خاتم كأنه مأخوذ من كنوز الملك سليمان في رواية ريتشارد هاغر للأطفال. وكان عملاقاً في حجم هرقل، وقلباً في حجم الوطن والمهجر. كأن تقول زوربا ولكن على ميناء نيويورك وليس على ميناء كريت. وكان كثير البسمات، قليل المفردات، بالعربية والفرنسية والإنكليزية. وقد خلط منها لغة كريول جديدة، كما فعل الأفارقة بالفرنسية. فإذا اراد ان يسخر من رجل يدّعي البراءة من ذلّ النساء، قال ضاحكاً: "قديشك يا حنون. Infant des Coeurs، (Enfant de Coeur) بمعنى براءة الاطفال، ولكن بتهجئة فارس اسطفان من غسطا، كسروان، جبل لبنان. الفرنسية، فرنسيته، كان يستخدمها فقط في الدعابة. يمسّد شاربيه ساخراً ويقول لضحيته: "كَ حنون. اش بك كاشش. نزّللي ها Accen Te Gues عن ضهرك". لم تعرف اللهجة الكسروانية عزاً مثل عز فارس: "يا زلمي مِن تحكي مِتل أهل حراجل". أو "اش اسمو هاد صاحبك بتاع الإمم المِتحدة". وعندما أوضح له ان اسمه بطرس غالي باشا، ينرفز ويفرك شاربيه عالياً: لا هَن (هون) كَ حنون أفِهش (ما في) باشوات ولا بكوات. حتى مستر بطْلوها".قاموس مختصر وطيّوب وحبّوب، كان قاموس فارس آخر صحافيي المهجر الاميركي. ولم يكن كاتباً بل...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم