السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

السيد الحسيني: سردية الشيعي الحائر وسيرة الشيعي الخائب

المصدر: "النهار"
ابراهيم بيرم
ابراهيم بيرم
Bookmark
من تشييع الرئيس الراحل حسين الحسيني.
من تشييع الرئيس الراحل حسين الحسيني.
A+ A-
في شخص الرئيس الراحل حسين الحسيني تتكثف شخصيات عدة حتى إنه يصح فيه القول إنه رجال مجموعون برجل واحد.فالسيد البالغ الدماثة وأناقة الحديث والمظهر والعقلانية هي صفات متأصلة فيه لا يختلف اثنان عليها، والمثقف المحدث الضليع لدرجة الموسوعية صفة أخرى يعرفها تمام المعرفة الرهط من النخبة المفكرة التي أوشكت على الأفول والغياب بعد رحيل رموزها واحداً تلو آخر خصوصاً في العقدين الأخيرين، حتى إن البعض كان ينقل عنه في سنيه الأخيرة استشعاره باليتم والغربة، فمؤنسوه ومجانسوه ومجايلوه قد سبقوه الى عالم الآخرة آخذين معهم أوقات أنس وتلاقح أفكار واجتراح رؤى وتاركين إياه وسط قوم يجهل أكثرهم قيمة وجوده بينهم ولا يقدره حق قدره.لكن في شخصية السيد "أبو علي" سوف نعثر على جانب آخر أكثر ثراءً وغنى يتصل بمسيرته ومساره السياسي والفكري ولا سيما أنه ربيب مرحلة عامرة بالتحولات والأحداث وربما مثقلة بالخيبات وتبدّد الآمال.في ذلك الجانب المسكوت عنه تكمن سردية أخرى على قدر من الأهمية هي سردية "حيرة الجيل الشيعي" الذي تجرّأ ووضع نصب عينيه "مهمة" نفض لأزمة الحرمان المزمن ومبارحة حال التهميش والإقصاء للطائفة، فشد العزيمة نحو الصعود والارتقاء في معارج الحياة السياسية لكن الأحداث والتطورات المتغوّلة كانت أكبر من أن يتكيف معها ويستفيد منها.السيد العقلاني الآتي من كنف المنبت السياسي الى سدة النيابة عام 1972 ليبدأ بعدها مسيرته الطويلة الحافلة والتي تخطت نصف قرن من سنوات الجمر والرماد، ما لبث بعد عامين تقريباً أن وجد نفسه غريباً وسط أبناء طائفته الذين كانوا ينزحون بقضّهم وقضيضهم نحو مشاريع مغرية ومجزية لهم هي مشاريع اليسار والقومية ولا سيما مع دخول العامل الفلسطيني الآتي الى لبنان مطروداً من الأردن باحثاً عن مرقد في بلد مكتظ بالتناقضات لدرجة أنه صار عبارة عن مرجل يغلي بوعود وآمال بات على وشك...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم