مَنْ يُظهِرُ لنا وجهَ الله؟

"طوبى لصانعي السلام، فإنّهم أبناءَ الله يُدعَون" (متّى 9:5) الله لا يظهر للناس إلاّ من خلال الإنسان. لذلك صار كلمة الله إنسانًا ليُظهِرَ لنا الله، كما قال في صلاته في أثناء عشائه الأخير مع تلاميذه: "يا أبتِ، فد أتت الساعة، فمجِّد ابنكَ لكي يُمجِّدَكَ ابنُكَ ويُعطيَ، بما أوليتَه من سلطانٍ على كلّ بشر، الحياةَ الأبديّةَ لجميع الناس الذين أعطيتَهم له. والحياة الأبديّة هي أن يعرفوكَ أنتَ، الإلهَ الحقيقيَّ وحدَكَ، والذي أرسلتَه يسوعَ المسيح. أنا قد مجَّدتُكَ على الأرض، وأتممتُ العملَ الذي أعطيتَني لأعملَه... لقد أظهرتُ اسمَكَ للناس الذين أعطيتهم لي من وسط العالَم" (يوحنّا 6:17). والاسم يعني الشخص. فيسوع أظهر لنا شخصَ الله، الذي هو "الإله الحقيقيّ وحدَه"، واسمه "الآب السماويّ". وهذا ما أكّده، عندما قال له فيلبُّس أحد تلاميذه: "يا ربّ، أَرِنا الآبَ وحسْبُنا"، فأجابه: "أنا معكم كلَّ هذا الزمان، يا فيلبُّس، ولم تعرفْني! إنّ من رآني رأى الآب. فلماذا تقول: أَرِنا الآب؟ أفلا تؤمن أنّي في الآب وأنّ الآبَ فيّ؟ إنّ الكلامَ الذي أقوله لكم لا أقوله من عند نفسي،...