الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

حمايةٌ من دون بَدَل أتعاب

المصدر: "النهار"
سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
القصر الجمهوري (تعبيرية - حسام شبارو).
القصر الجمهوري (تعبيرية - حسام شبارو).
A+ A-
مطالبةُ السيدِ حسن نصرالله، أمين عامّ "حزبِ الله"، برئيسٍ "يَحمي ظهرَ المقاومةِ الإسلاميّةِ" تُذَكّرنا بمطالبةِ الميليشياتِ المسلَّحةِ الدولةَ سنةَ 1992، إذ لَحظَ اتفاقُ الطائف جَمعَ سلاحِ الميليشيات عمومًا، لكنَّ الجمعَ أتى جُزئيًّا وانتِقائيًّا فاستثْنى كليًّا سلاحَ الحزب. وما خلا الجانبَ المسيحيَّ، لم يَعترِض على ذلك أركانُ اتّفاقِ الطائف وواضِعوه والحَريصون عليه، لا بل غَطَّوا بقاءَ هذا السلاحِ وسَوَّقوه في العالـمَين العربيِّ والدوليّ، وفتحوا لحزبِ الله قنواتِ اتصالٍ متعدِّدةً وجعلوه شريكًا مضارِبًا في القرارِ والسلطةِ والمفاوضاتِ الديبلوماسيّة. لا يضيعُ خطأٌ في الزمان.مع الميليشياتِ القديمةِ كنّا نَعرِفُ أين يَبدأُ صدرُها وأين يَنتهي ظَهرُها. لكن أين ظهرُ مقاومةِ "حزبِ الله" ليحميَه الرئيسُ الجديد؟ الحدودُ مفتوحةٌ. هل تَبدأُ مقاومتُه من البقاعِ والضاحيّةِ الجنوبيّة؟ مِن الحدودِ الجنوبيّةِ ومزارعِ شِبعا؟ من حقولِ الطاقةِ في البحرِ ومدى الـمُسيَّرات في الجوّ؟ وأين تنتهي؟ في إيران وسوريا والعراق واليَمن ودولِ الخليجِ وما بعدَ "بابِ الـمَندِب"؟ في الجليلِ وغَزّة والقُدس وحيفا وما بعدَ حيفا؟ وَرطةُ لبنان أنَّ كلًّا من مكوّناتِه الكبرى اخْتلقَ "معتَقدًا" لا يُمسُّ وتَحصّنَ وراءَه كمرجِعٍ يُعبّر عن معيارِ وجودِه في الفَلَكِ اللبنانيّ. الشيعةُ ابتكروا "المقاومةَ الإسلاميّةَ" وقد صارت مجازيّة. المسيحيّون طرحوا "حقوقَ المسيحيّين" وقد أضْحت أيضًا مَجازيّة. والسُنّةُ استَحْدثوا "اتّفاقَ الطائف" وقد أصبحَ كذلك مجازيًّا. جَعلت هذه المكوّناتُ أو فئاتٌ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم