ميقاتي للمتهِمين إياه بالانجرار إلى مساجلة يريدها الآخر: التهرب من مواجهة "الغوغائيين" يضيع الموازين

في اعقاب ارتفاع وتيرة السجال الاعلامي بين رئيس حكومة تصريف الاعمال الرئيس المكلف نجيب ميقاتي و"التيار الوطني الحر"، بادر اصدقاء ناصحون على الفور الى الاتصال بالرئيس المكلف آخذين عليه "انجراره" الى فناء ساحة ارادها الطرف الآخر وهيّأ لها الى درجة وصفها البعض بـ "المكمن".وابلغ هؤلاء الى ميقاتي صراحة ما يتعدى العتب وصولا الى الاحتجاج على هذا "الانزياح لشرك نُصب له" وذلك انطلاقا من اعتبارين اثنين: الاول، ان مثل هذا النوع من التساجل لا يعود بأي فائدة على الرئيس المكلف ان لم يكن العكس تماما، فهو يعود بفوائد جمة على الطرف الآخر الباحث بدأب منذ فترة عن "رافعة" سياسية تنتشله من درك سياسي بائس وواقع مأزوم يعاني منه منذ فترة وتجلّى بما افرزته الانتخابات النيابية الاخيرة من نتائج ومعادلات، خصوصا بعدما اظهرت بالورقة والقلم تراجع شعبية التيار وانكماش قاعدته الناخبة الى مستوى انه لم يستطع تأمين إلا خمسة نواب في 3 دوائر جبلية ذات غالبية مسيحية وازنة (كسروان وجبيل والمتن) كان في السابق ينجح بحصد كل مقاعدها.الثاني، ان هذا الفريق انطلق في الآونة الاخيرة في رحلة تفتيش وبحث عن خصوم ينجرّون الى مساجلته في اشتباك سياسي معه في مرحلة بات معلوما ان ايام الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا صارت معدودة وهو سيخليه حتما لساكن جديد، ما يعني ان هذا الفريق سيفقد ركيزة اساسية من ركائز حضوره وفعله السياسي وتأثيره. والمغادرة تلك لا تجري وسط ظروف طبيعية بل هي مقرونة تماما...