الجمعة - 20 أيلول 2024
close menu

إعلان

زواريبُ برشلونة وناسُها حيث الحياة حياةٌ وقصيدة

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
Bookmark
ساحة كاتالونيا ساحة الحياة.
ساحة كاتالونيا ساحة الحياة.
A+ A-
لم أذهب إلى برشلونة سائحًا مترفًا واسعَ اليد والحيلة، بل زرتُها لمرافقة "أميري الصغير" في حفل تخرّجه الجامعيّ، ولأكون، ووالدته الشاعرة، إلى جانبه في افتراره الأكاديميّ المكين السخيّ، وتوقه الجامح الأبيّ العنيد إلى جعل مستقبله المهنيّ والحياتيّ ممكنًا، بالفعل وبالقوّة الفلسفيّة، على قول أنطوان دو سان إكزوبيري.لكنّي لم أستطع إلّا أنْ أذهب إليها محمّلًا إرثَها الإنسانيّ والثقافيّ والحضاريّ والأدبيّ والفنّيّ والمعماريّ، وهو إرثٌ عظيمٌ لا يوزَن بميزان، ولا يُقاس بمقياس.  قمر برشلونة هو دون قمر مشغرة بالطبع، لكنّه قمرٌ وبرشلونيّ. هل يجب أنْ أقول مثلًا إنّي عشقتُ روحها الكاتالونيّة الشعبيّة الطيّبة اللذيذة الأصيلة المدرارة المضيافة، وإنّي أمضيتُ أيّامي الثلاثة فيها مشيًا مشيًا مشيًا، وليلَ نهار، كما لو أنّي لم أمشِ قبلًا، حتّى الإحساس بأنّي صرتُ بعضًا من أعمار أرصفتها المتراكمة على ممرّ الأجيال والعقود والأزمنة؟هل يجب أنْ أفعل كما يفعل السائح، فأقول إنّي زرتُ "سيّدة البحر"، كاتدرائيّتها التي جعلتْني، بدون كثير عناء، كاهنًا، بل قندلفتًا، أمام نوطات أرغنها، وخادمًا على مذبحها، وعابقًا برهبة زجاجها المعشّق، وتقشّف مصلّيها ومقاعدها وكراسيها...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم