الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

النظام الطائفي حوّل اللبناني إلى "حيوان ديني"

المصدر: "النهار"
جهاد الزين
جهاد الزين
Bookmark
أرشيفية (نبيل إسماعيل).
أرشيفية (نبيل إسماعيل).
A+ A-
هذا التوصيف الجدي جدا ليس مفصولا عن الإرث الذي أطلقه تعبير أرسطو الشهير عن الإنسان ك "حيوان سياسي" ولا عن التعبير الذي ارتسم في القرن السابع عشر في أوروبا كون الإنسان "حيوانا دينيا".فكما أن الدولة هي نتاج الطبيعة في نظر أرسطو فإن غيابها سمح لمفكرين كثر القول أنها تحوّل الإنسان إلى أسوأ ما في حيوانيّتِه وهوالقتل.مدخل النقاش اللبناني خصوصا في هذه الأيام من انهيار الدولة وما يستتبعه من انهيار الاقتصاد وبمعنى ما انهيار المجتمع تحت وطأةانهيار الأمن والصحة وغيرها من الخدمات "الإنسانية" هو تحوّل اللبناني إلى كائن ساعٍ للبقاء بمعانيه الأكثر بدائية. ولكن السؤال الأعمق يطرحه تجدد حروبنا الأهلية وآن الأوان لطرحه هو: هل النظام الطائفي اللبناني يحوِّل اللبناني إلى "حيوان ديني" بأكثر المعاني سلبيةً وهو المعنى العصبي لا الإيماني؟نظام سياسي يُنتِج الحيوانية العصبية القاتلة في جماعاته "الدينية" ضد بعضها البعض؟ليست القتالية هنا محصورة بالحرب كفعل إلغاء جسدي للآخر بل إن الدينامية الطائفية للنظام السياسي التي توجِّه نظرة اللبناني نحوتفعيل مستمر لفكرة كونه محتاجا إلى تحسين مواقعه الفئوية هي التي تجعل الحياة العامة للفرد اللبناني حربا يومية بل لحظوية من التجسيد الصراعي ضد الآخر لا لا كتجمّع إنساني يحدد هدفه بمثال أعلى جامع في الشأن السياسي بل كفئة بشرية ذات صفة مختلفةفي المعتقَد الديني وأضع كلمة معتَقد بين هلالين. على أن...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم