الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لبنانُ مُلتقى العواصف

المصدر: "النهار"
سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
تعبيرية (نبيل إسماعيل).
تعبيرية (نبيل إسماعيل).
A+ A-
يَشعرُ اللبنانيّون أنَّ لبنانَ هو المحافظةُ الاحتياط في كلِّ دولةٍ من دولِ العالم. ما إِن تَندلعُ حربٌ، ولو في المرّيخ، حتى يهرَعَ اللبنانيّون ـــ قبل أهلِ البلدِ حيث تدورُ الحربُ ـــ إلى التساؤلِ عن انعكاساتِها عليهم. مُخزٍ أن يَربُطَ اللبنانيّون دائمًا مصيرَ بلدِهم بكلِّ أزْمةٍ أو حربٍ خارجيّة. هذه مُصيبةُ كلِّ دولةٍ يتولّى أحكامَها تَبعِـيّون ومحترفو هِوايات. وهذه بَليّةُ كلِّ وطنٍ يَتحوّلُ عددٌ من مكوّناتِه مستعمراتٍ لدولٍ أُخرى. وهذه مأساةُ كلِّ شعبٍ منقسِمٍ على ذاتِه وعاجزٍ، بالتالي، عن حمايةِ سيادتِه واستقلالِه. وحزبُ الله الذي يوهِـمُنا بأنَّ سلاحَه يَحمي لبنان، هو سببُ بقاءِ لبنان في عينِ العواصف، وهو عِلّةُ زيادةِ ارتباطِ مصيرِ لبنان بأحداثِ الشرقِ الأوسطِ والعالم. لا نُنكِرُ أنَّ القوّةَ هي ركيزةُ أيِّ استراتيجيّةٍ دفاعيّة، إِنما شرطَ أن تكونَ قوّةً شرعيّةً لأنَّ القوّةَ غيرَ الشرعيّةِ هي مصدرُ ضعفٍ ونذيرُ عدوان وتَفتقِدُ الشرعيّةَ الدوليّة.الأزمةُ المعيشيّةُ دَفعت اللبنانيّين إلى التخوّفِ من انعكاساتِ حربِ أوكرانيا على الأمنِ الغذائي، لكنّهم لم يُعِيروا اهتمامًا كافيًّا لانعكاسِها على الأمنِ القوميِّ اللبنانيّ. فروسيا التي زَعمَت أنَّ استعادةَ أوكرانيا هي "تصحيحُ خطأٍ تاريخيِّ"، يُمكن أن تُشجِّعَ إسرائيلَ أو سوريا أو إيران أو تركيا على إحياءِ أحلامِها، بل أوهامِها، بقضمِ أجزاءَ من لبنان. لذلك، إذا رَضخ العالمُ لمشروعِ فلاديمير بوتين وسلّمَ باجتياحِ أوكرانيا وبقضمِ مقاطعتَي "لوغانسك" و"دونيتسك" وشبهِ جزيرةِ القرم منها، سيُشكِّلُ الأمرُ سابقةً تَستندُ إليها دولٌ عدةٌ لـــ"تصحيحِ" ما تعتبرُه زورًا أخطاءَ تاريخيةً مع جيرانها. وحين تَتكرّرُ عملياتُ التصحيحِ المزعومةُ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم