الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

عودة البخاري: من الرابح ومن الخاسر؟

المصدر: "النهار"
أحمد عياش
أحمد عياش
وسط بيروت (أ ف ب).
وسط بيروت (أ ف ب).
A+ A-
بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على القطيعة الديبلوماسية بين لبنان ومعظم دول الخليج العربي عموماً، والسعودية خصوصاً، يعود سفير المملكة وليد البخاري الى بيروت، وكذلك يعود سفير دولة الكويت عبد العال القناعي. وفيما اعتبر حلفاء المملكة هذه العودة، ما يشبه عودة السنونو الذي يبشّر بقدوم الربيع، بدا الخصوم الذين يتزعّمهم "حزب الله"، منقسمين بين حالة صمت وبين إبداء الارتياب لهذه العودة التي تسبق موعد إجراء الانتخابات النيابية بأسابيع.

من المهم الإشارة الى أن عودة السفيرين السعودي والكويتي الى لبنان، تأتي غداة تطوّر مهمّ في مسار الحرب اليمنية ونجاح التوصّل الى هدنة توقف هذه الحرب لمدة شهرين قابلة للتمديد، بعدما كانت مغادرتهما بيروت مع عدد من زملائهم الخليجيين بعد 25 تشرين الأول الماضي، بسبب تصريحات سابقة لوزير الإعلام جورج قرداحي، عن حرب اليمن، ما أثار غضباً سعودياً كبيراً واستدعاءً لسفراء لبنان في دول خليجية عدة للتعبير عن الاحتجاج.

كذلك من المهم قراءة ما ورد البيان الذي صدر مساء الخميس الماضي عن وزارة الخارجية السعودية، وفيه أن عودة السفير البخاري تأتي "استجابةً لنداءات ومناشدات القوى السياسية الوطنية المعتدلة في لبنان، وتأكيداً لما ذكره رئيس الوزراء اللبناني من التزام الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التعاون مع المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي ووقف كل الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية التي تمسّ المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي".

إذن، العودة الخليجية عموماً والسعودية خصوصاً، جاءت نتيجة مسار ينتهي بالتزام من لبنان بـ"وقف كل الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية التي تمسّ المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي". فهل هذا الالتزام قابل للتحقق؟

لا يمكن تقديم جواب حاسم عن هذا السؤال، باعتبار أن الأمر يتعلق بـ"حزب الله" الذي له تاريخ طويل من الممارسات المتقلبة التي تنقله من ضفة الى أخرى تبعاً لمقتضيات السياسة الخارجية الإيرانية. وحتى هذه اللحظة يبدو أن موقف الحزب منسجم مع موقف أعلنه من بيروت وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان في 24 آذار الماضي، فقال إنّ "الهدف من التقارب الإيراني-السعودي هو لمصلحة المنطقة لما يعكسه من ارتياح فيها".

في البيان الأخير الذي أصدرته كتلة "الوفاء للمقاومة" أي كتلة "حزب الله" النيابية، ربطت "مسار التهدئة" بالحرب الأوكرانية والاتفاق النووي وعودة النظام السوري الى الجامعة العربية، ما يعني أن "مسار التهدئة" مرتبط بمسائل معقّدة لا ضمانة حتى الآن أنها ستتحقق، بما فيها الاتفاق النووي الذي يبدو أنه يجتاز هذه الأيام حقل ألغام الشروط والمطالب.
 
في المقابل، كان التعليق الأول للسفير السعودي بعد إعلان عودته الى لبنان، هو نشر البخاري صورة تجمع علمَي لبنان والسعودية عبر حسابه على "إنستغرام".

بالعودة الى عنوان المقال "عودة البخاري: من الرابح ومن الخاسر؟"، الجواب هو أن الرابح هو من يضع مصلحة لبنان أولاً. أما الخاسر، بكل تأكيد، فهو من يضع مصلحة إيران أولاً.


[email protected]



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم