ما الموت إلاّ الفصل الأخير في حياة الكبار. وما الرثاء إلاّ محاولة بائسة في الارتفاع الى مستوى الفقدان بالمرثي. كل شيء آخر كان متوقعاً في سيرة جان عبيد المتألقة فكراً وايماناً ونصاعة، ملؤها المعرفة، والألمعية، ومودة الوطن، ومحبة الناس، وهمّ الأمة. كل مكانة بلغها كانت حقاً واستحقاقاً. والقمّة التي استحقَّها ولم يصلها، كان ذلك من خيوبها. ما لم يكن متوقعاً في تلك الحياة الغامرة، هو الرحيل ضمن موكب من مواكب الغفل. وقد غافلنا ومضى، نحن الذي يكرز فينا على الدوام، أن الفوز والخسارة، شيء من عند الله، وأقدار الإنسان . كان مؤمناً، مثل أهل القرى، بأن الخلاص في الايمان. يصلي على سطح منزله للرب الإله، ويقدم النذور الى القديسة تيريزا التي من افيليا، وإلى القديسة ريتا، ويقطع الأميال في ايفاء نذر لسيدة لورد. وهذا المسيحي المتضرع، هو من قال عنه الأمير سعود الفيصل في مؤتمر لوزراء الخارجية في القاهرة: يا جان، يجب ان نكتفي بك، وتكون وزير خارجية كل العرب. قبل ايام اتصل بي من روما، وزير خارجية ليبيا الأسبق، الدكتور عبد الرحمن شلقم، سائلاً عن حال...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول