(3) "الشيخوخة جعلت نظام السلطة في الاتحاد السوفياتي شبه مشلول"!

"لم يمضِ أسبوعان على الرئيس الجديد المنتخَب بشير الجميّل ولم يكن تولّى الرئاسة رسمياً"، قال الديبلوماسي والسفير السوفياتي فاسيلي كولوتوشا، "فإذا به يلقى مصرعه في 14 سبتمبر (أيلول) مع 26 من أعوانه المقرّبين كان قد دعاهم الى الإحتفال في أحد مباني الأشرفية. جرى تفجير المبنى بتدبير من الإستخبارات السورية على يد المنفّذ المباشر اللبناني حبيب شرتوني عضو حزب القوميين (السوريين) الموالي لسوريا. فأصدر شارون أمراً باحتلال بيروت الغربية رغم تناقض هذه الخطوة مع الإتفاقات الموقّعة مع الإسرائيليين. احتجّت أميركا لكن إسرائيل لم تعرها أي اهتمام وبدأت توغّلها في الأحياء السكنية للقطاع المسلم. في 16 أغسطس (آب) تلقّت موسكو برقية عاجلة من سفيرنا في بيروت سولداتوف أفادت أن مجموعة جنود إسرائيليين توغّلت عبر السور الى أراضي السفارة السوفياتية في اليوم السابق. بقيَت المجموعة فيها يوماً بكامله ووضعت مدافع رشاشة داخل مباني العمل القنصلي وأطلقت النار منها على أكثر من هدف. حاول القنصل الإحتجاج فقوبل بطلقات نار تحذيرية. قبل مغادرتهم السفارة قاموا بنهب الحلى والمجوهرات مع النقود من بعض الشقق وعدد من مسجلات الفيديو. ناقش الكرملين هذا العمل بغضب ودار جدل بين أعضاء المكتب السياسي حول رد الفعل المتوقّع وأعرب وزير الدفاع عن غضبه الشديد. لكن في المحصّلة تغلّب رأي غروميكو الذي قال: "يجب علينا ألّا نبدي أهمية لهذا المشهد، وببساطة نوجّه...