الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لماذا الصليب؟

المصدر: "النهار"
المطران كيرلس بسترس
المطران كيرلس بسترس
Bookmark
الصليب.
الصليب.
A+ A-
نقرأ في إنجيل متى، بعد أن اعترف بطرس الرسول بيسوع بأنّه "المسيح ابن الله الحيّ": "منذئذٍ بدأ يسوع، المسيح، يُظهر لتلاميذه أنّه ينبغي له أن يمضيَ إلى أورشليم، وأن يعانيَ الآلامَ الكثيرةَ من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة، وأن يُقتَلَ ويقومَ في اليوم الثالث. فاجتذبه بطرس ناحيةً وطفق يزجره قائلاً: معاذَ الله، يا ربّ! لا، لن يكونَ لكَ هذا! أمّا هو فالتفت وقال لبطرس: اذهبْ ورائي، يا شيطان! إنّكَ لي مَعْثرةٌ لأنّكَ لا تنظر إلى ما لله بل إلى ما للناس" (متى 21:16-23). إنّ نظرةَ بطرس إلى المسيح هي نظرة اليهود الذين كانوا ينتظرون أن يأتيَ المسيح ملكًا زمنيًّا ليعيدَ مملكةَ داودَ إلى عظمتها ويُحرِّرَ الشعبَ من سيطرة الرومان. لكنّ يسوعَ لم يأتِ ليُنشئَ مملكةً زمنيّة، كما قال لبيلاطس: "مملكتي ليست من هذا العالم" (يوحنا 36:18). بل جاء ليُنشئَ ملكوتَ الله. كلُّ الممالك تزول، أمّا ملكوت الله فمدعوٌّ إلى أن يدومَ "أبدَ الدهر ولن يكونَ له انقضاء" (راجع: لوقا 33:1). ذلك بأنّ هذا الملكوتَ لا يُبنى على التسلُّط والسيطرة، بل على المحبّة وبذل الذات. هذا ما قاله يسوع لتلاميذه الذين كانوا يتشاجرون في أيُّهم يُحسَب الأعظم لاحتلال المراكز الأولى في مملكته: "تعلمون أنَّ رؤساءَ الأمم يسودونهم، والعظماءَ يتسلّطون عليهم. وأمّا أنتم فلا يكنْ فيكم مثلُ هذا، بل مَنْ أراد أن يكونَ فيكم كبيرًا فليكنْ لكم خادمًا، ومَنْ أراد أن يكونَ الأوّل فيكم فليكنْ لكم...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم