الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

واحةٌ متجانسةٌ أو جُمهوريّةٌ متنافِرة

المصدر: "النهار"
سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
إلى إيران كلُّ الاحترامِ وأقصى التوقِ إلى أفضلِ العَلاقات معها. لكنَّ إيران حَجَبت الكثيرَ الذي يَجمعُنا بها وأبْرزَت القليلَ الذي يُفرِّقُنا. توَغُّلُ القوميّةِ الفارسيّةِ في الحالةِ اللبنانيّةِ عَكّرَ الفكرةَ اللبنانيّةَ التاريخيّةَ وكَدّرَ انتماءَ لبنان إلى المحيطِ العربيّ. وما خَلا بيئةَ حزبِ الله اللصيقةَ، لا يَشعرُ اللبنانيّون بهذه القوميّةِ في وِجدانهم ولا يَعتبرون أنّها كانت يومًا جُزءًا من لبنانيّتِهم رغمَ جَلالِ بلادِ فارس عبرَ التاريخ. هذا الشعورُ شَملَ "الشيعيّةَ اللبنانيّةَ" التي كانت تُشكِّلُ أكثريّةَ المجتمعِ الشيعيِّ لغايةِ سيطرةِ حزبِ الله عليه، إذ نَقل علاقةَ الشيعةِ بإيرانِ من التواصلِ الدينيِّ الحرّ إلى التبعيّةِ القوميّةِ. إلا أنَّ لبنانَ انْتقلَ منذ عقودٍ من صراعِ العقائدِ القوميّةِ إلى صراعِ العصبيّاتِ المذهبيّة. وإذ أساءَ الصراعُ الأوّلُ إلى الولاءِ للبنان، فإنّه، بالمقابل، أغنى الحياةَ الفكريّةَ والثقافيّة. أما الصراعُ الثاني فأفْسدَ لبنانَ وأدْرجَه على لائحةِ التَصَحُّرِ الفكريِّ والثقافيِّ والانهيارِ الاقتصاديّ.صِرنا، نحن اللبنانيّين، نَنتمي إلى قوميّاتِ الحنين. قوميّاتُنا المبتكَرةُ التي شاغَبَت على دولةِ القانون في لبنان، أمْسَت في مُتحَفِ الوِجدان. ومع ذلك لا نزالُ نُناغيها كأنّها حديثةُ الولادةِ وبدونِ أن نَتأكّدَ ما إذا كانت من لحمِنا ودمِنا أو اعتَنقناها بالتبنّي أو فُرِضَت علينا بالتسوياتِ أو صادَرتْنا بالشَهيّةِ والشُبهةِ. نُناظِرُ من أجل فينيقيا، والفينيقيّون غافِلون عنا. نقاتلُ من أجل العروبة، والعربُ ساهون عنّا. ونَهدِمُ وطنَنا من أجلِ بلادِ فارس والفُرسُ يَستخْدِمونَنا. و"اللبنانيّةُ" التي جَمعَتنا ووَحّدَتنا، وسَـمَت بنا إلى العُلى، وحَجَزت لنا مَقعدًا بين...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم